استمتعتُ ومعي زملائي الصحفيون المعنيون بالحركة الفنية السعودية بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز، إذ لم نشعر أننا مع واحد من كبار صناع القرار في بلدنا، بل إنني لا أبالغ إذا وصفت اللقاء بالحميم، وتحدثنا فيما ينشر وما لا ينشر. كان اللقاء الذي تشرفت بحضوره مع الزملاء: يحيى زريقان ومحمد الرشيدي وفهيد اليامي شفافاً وتحدثنا بأخوية لم ينقصها سوى (الرسميات). اتفقنا مع سمو الأمير كثيراً واختلفنا معه، واتفقنا جميعاً على أنه رجل امتلك كاريزما قلما يمتلكها أحد.. وأشعر بفخر كبير أنني حضرت اللقاء وهو يعرفني مثلما يعرف أقرب المقربين، وربّما هذا الشعور راود الزملاء. الأمير متعب لديه هاجس وطني ثقافي، وتجسد هذا في كلِّ من التقوا به على مدى السنوات الماضية ونقلوه لي، وتأكد لي ليلة أمس الأول حين لم نشعر جميعاً أننا مع واحد من صناع القرار، بل كصديق مقرب لنا جميعاً. الأمير متعب مستمع جيد ويعطيك الفرصة للحديث فيما شئت دونما قيود. يجلس سمو الأمير متعب بن عبدالله على مقعده بحبور شديد ناسفاً غترته بالطريقة المعتادة التي لم تختلف، ولا يكثر من التحرك وله نبرة صوت واحدة لا تهبط ولا ترتفع جائلاً بعينيه في أرجاء المكان بنسق واحد. قبل سنتين اتفقت مع الحبيب محمد الرشيدي أننا لابد أن نلتقي سموه في مزرعته أو بيته، وكان هدفنا فقط لنقول له شكراً؛ وأننا نحب ما يقوم به من جهود.. وعرضنا الفكرة على الزميل الألذّ جابر القرني الذي بدوره نقل رغبتنا لسموه، فوافق مباشرة لكن ظروفا كانت فوق الجميع أجلت هذا اللقاء. إنني لا أكتب عن متعب بن عبدالله تزلفاً أو نفاقاً، لأن هذين الشيئين اللذين افتقدهما، لكنني علمت جيداً أن الله يعطي التواضع للكبار، ويهبهم ما يفتقده البعض.. ومتعب بن عبدالله الذي ما شعرنا بملله أو تأففه، وسعدنا جميعاً بالحديث الممتع معه في كل شيء؛ ومثلما قلت أعلاه إن الرسميّات غابت عن المكان والزمان دون رجعة.