معجب الحواس فنان تشكيلي من منطقة الجوف أحد مؤسسي جماعة الجوف للفنون التشكيلية وعضو بجمعية الثقافة والفنون وعضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية يقف بنا على مفهومه الفكري للفنون التشكيلية يرى أن الفن بشكل عام رسالة سامية وهو لغة الشعوب التي لا تحتاج إلى ترجمة بين مختلف ثقافاتها ولغاتها فهو يبحث عن الجمال تارة وتارةً أخرى يجد أعماله تحمل قضية.. وفي حواره مع «الجزيرة الثقافية» تطرق إلى العديد من المواضيع.. * ماذا يعني لك الفن التشكيلي؟ - من وجهة نظري أرى أن الفن بشكل عام رسالة سامية تحمل في طياتها كثير من القيم الإنسانية والأهداف النبيلة، والفن التشكيلي كفن بصري لا شك أنه قائم على هذا المبدأ بل إلى أكثر من ذلك كونه لغة الشعوب وربما ساهم الفن التشكيلي بشكل كبير إلى إيجاد روابط بين فترات زمنية تاريخية ولولاه لأصبح هناك الكثير من الحلقات المفقودة لتحديد حضارات كثير من الأمم. وبالنسبة لي أنظر للفن التشكيلي كونه وسيلة للتعبير ومتنفس يستطيع الفنان من خلاله ملامسة الحس الجمالي لكل ما يدور حوله وبالتالي ترجمة ذلك الإحساس لشيء ملموس. فالشاعر والكاتب والرسام ما هم إلا معبرين عما بداخلهم من مشاعر وقيم إنسانية وما تحمله تلك المشاعر من ألم وآهات وحزن وفرح، أو ناقلين لحدث ما بأسلوبهم الفني ومن الطبيعي أن الفنان يتأثر ويؤثر بمن حوله. * هل تصنف نفسك كفنان صاحب أسلوب موحد؟ - أنا لا أؤمن بأي تصنيف خصوصا في الفن فالفنان بالإضافة لرؤيته الإبداعية يجب أن يتمتع برؤية فكرية وثقافية تتيح له الانطلاق وعدم التقيد، وليس من الضروري أن كل فنان لا بد أن يحمل رسالة ثابتة أو قضية معينة ويتبناها في جميع أعماله فهو بالتالي يؤاطر موهبته في تلك القضية ولا يستطيع الخروج منها. أيضاً من الصعب على الفنان أن يضع له أسلوبا موحدا وأن يتحكم بخط سيره فهذا الأمر يوقعه في عملية التكرار ويلاحظ ذلك في توزيعه للعناصر في العمل الفني وفي استخدامه للظل والنور ويكون الاختلاف فقط في اللون أو المساحة المستخدمة مما يوحي للمتلقي أن الأعمال متكررة ولا تحمل التجديد. مع أن المفترض عكس ذلك بأن يسعى الفنان دائما لتطوير ثقافته البصرية والفنية ومواكبة كل ما هو جديد في هذا المجال. * ما هي المواضيع التي تحب التطرق إليها في لوحاتك؟ - أحاول في أعمالي مخاطبة (الإنسان) بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى, فكلما كان العمل مخاطبا للحس الإنساني ونابعا منه كلما كان وقعه وتأثيره أكبر، فأنا لا أرسم لمجرد الرسم أو بتوجيه مسبق بل الدافع الحقيقي هو إحساسي وشعوري تجاه فكرة معينة هو ما يدفعني للرسم. وأحرص دائماً في أعمالي على وجود البعد الإنساني المؤثر، فالفنان إنسان والمتلقي إنسان وبينهم الكثير من القواسم المشتركة وأنا أريد أن أرسم المساحة الفاصلة بين الاثنين حتى أصل إلى القاسم المشترك بينهم. * في أي مدرسة فنية تجد نفسك؟ - المدارس الفنية ما هي إلا نظريات وتصنيفات عبر فترات زمنية متفاوتة، كان لها أصحابها وروادها ومؤيديها ويوجد من هم على خلاف تام مع تلك التصنيفات وأنا لا أرى من الضرورة بمكان أن كل فنان يجب عليه أن يصنف نفسه لتلك المدرسة أو الأخرى. وفي نهاية المطاف العمل الفني ما هو إلا ترجمة لإحساس الفنان حول موضوع أو فكرة معينة وهذا الإحساس يختلف من فنان لآخر حتى وإن كانوا ينتمون لنفس المدرسة.