شاءت إرادة المولى عز وجل ان تكون بلادنا مهبط الوحي الإلهي إلى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ومنها انتشر شعاع الإسلام ليعم ضياؤه أرجاء المعمورة. فقد انطلق المسلمون الأوائل يفتحون البلاد وينشرون دعوة الحق بالوسائل التي كانت متوفرة لديهم، وكان انتشار الإسلام بالفتوح والغزوات والتجارة حتى ان أكبر بلد مسلم الآن هو إندونيسيا وصلها الإسلام بطريق التجارة. إننا نعيش الآن في عصر سمته العلم والتطور والحضارة المتقدمة وهي تتطور بسرعة متناهية وواجب الدعوة للدين الحق واجب على المسلمين وفرض كفاية إلى يوم الدين. وهكذا فإن تحقيق هذا الواجب يقتضي ان نستخدم كل الوسائل التي هدى الله تعالى البشر لصنعها، وذلك في سبيل تحقيق الخير والسعادة لجميع البشرية عبر دين الإسلام. إن مما لا شك فيه ان المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة وقيادة قدمت ولازالت تقدم كل ما من شأنه نصرة دين الله في أرضه وتمكين الإسلام من تحقيق رسالته. كانت المملكة وعلى الدوام الأمينة المؤتمنة على الإسلام ومصالح المسلمين، كما انها كانت منارة للدعوة الإسلامية وعلى أيدى أبنائها هدى الله تعالى العديد من البشر لدينه الحق. إن وسائل الدعوة لا حصر لها وإننا لنرى في أيامنا هذه الانتشار الهائل لوسائط النقل الجوي وتطورها والحمد لله فقد حبانا الله بأسطول جوي رائع فخم وله سمعته الطيبة المرموقة على مستوى العالم، أما في البحار فالنقل لا يستهان به أيضا. إن من الحقائق الثابتة ان ركاب الخطوط الجوية السعودية ليسوا سعوديين فقط وإنما من كل الجنسيات وليسوا بالضرورة مسلمين وإنما من أديان عدة. ألا ترون معي أهمية ذلك الأمر أليست فرصة جميلة أن يكتب الله فيها الهداية لهؤلاء المسافرين. أليست ذكرى جميلة يحملونها لبلادهم، إذا ما زودناهم بحقيبة فيها ترجمة لمعاني القرآن الكريم بلغاتهم الأصلية، وبعض الكتيبات والنشرات التي تشرح الدين الإسلامي لهم، أليست الأشرطة وأقراص الكمبيوتر المختلفة واسطة مباركة لنشر الدين الإسلامي، وذلك بتزويد المسافر بها. إنها حقيبة تحمل أكثر من ثمنها بكثير جدا، إنها تحمل دعوة للهداية، وبهذا نكسب بها الثواب الكبير الكبير. قد يقول قائل: إن ذلك يحتاج لتمويل كبير، نعم يحتاج لتمويل، ولكن لا ننسى ان أهل الخير في المملكة كثر وخيرهم وصل أقاصي المعمورة وكذلك كل شعب المملكة يقدم الغالي والرخيص في سبيل نصرة دعوة الحق. ولعل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هي الجهة المسؤولة عن الدعوة في بلادنا ودورها لا يمكن اغفاله تبادر إلى دعم هذا المقترح لايصاله لحيز التنفيذ مع تقديم ما عندها من وسائل دعوية مباركة من كتب وكتيبات ونشرات ومجلات بالإضافة للأشرطة الصوتية وأقراص الكمبيوتر كما لا ننسى في هذا المقام المكاتب التعاونية التي لها حضور قوي وبصيرة بأمور الدعوة ويعمل بها مجموعة من طلبة العلم والخير المتطوعين. الفكرة لا تقتصر على الخطوط السعودية وإنما تتعداها لوسائط النقل البحري والنقل البري الجماعي والخطوط الحديدية، كلها سيكون لها دورها البارز في المساهمة في الدعوة لدين الله. ولابد من وجود هيئة تنسيق بين الأطراف المختلفة وبين فاعلي الخير والجمعيات الخيرية والدوائر المختلفة، ليظهر هذا العمل بشكل مدروس متكامل بعيدا عن الارتجالية وحتى لا يصيبه الفشل، لا بل صفة الديمومة بإذن الله. إن الحج قريب وهو فرصة أيضا لتزويد المسلمين أيضا بالقرآن الكريم كهدية من خادم الحرمين الشريفين وسيكون لهذه الهدية أعظم الأثر في نفوس الحجاج والمسافرين فكرة ولكنها تدعم تأديتنا لواجب,, فهل سترى النور؟!. والله من وراء القصد.