بعيدا عن الخوض في تفاصيل وأبعاد وملابسات من المخطئ ومن المصيب في قضية اللاعب إيمانا مع قناة العربية فإن اللافت والمهم بالنسبة لي الأسلوب الذي استخدمه أهلي دبي لحفظ حقوقه وإيضاح موقفه, إضافة إلى أن النادي يحمل صفة شركة ويقوده إداريا مديرا تنفيذيا, وهذا يبدو كافيا لاكتشاف سر تعامله الاحترافي والنظامي والقانوني مع هكذا مواقف.. في المقابل وعلى النقيض من ذلك رأينا في أحداث سابقة كيف ضاعت حقوق أندية وجهت لها اتهامات وإساءات وأكاذيب في صحف ورقية وإلكترونية وقنوات فضائية أبشع وأفضع مما تعرض له نادي أهلي دبي ولم تستطع أن تفعل شيئا يحفظ ماء وجهها فما بالكم بحقوقها, لأنها ببساطة ما زالت تعمل بالطريقة التقليدية القديمة, كما لا تتوفر الأدوات والظروف والأنظمة التي تساعدها وتضمن إنصافها وتحقيق مبدأ العدالة لها, وهنا نتذكر الاتهام الصريح بتورط لاعبين من الهلال بتعاطي المنشطات وتم ذكرهم بالاسم عبر قناة في دولة الإمارات نفسها, لكن بالرغم من ثبوت عدم صحة الاتهام وأن العملية بكل فصولها وتفاصيلها مرتبة ومفبركة, لم تتمكن إدارة الهلال من اتخاذ أي إجراء قانوني ضد القناة يحفظ للنادي وللاعبين حقوقهم وبالذات في مسألة المنشطات الممنوع الحديث عنها دوليا قبل صدور قرار من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات فكيف عندما تكون الرواية من أساسها ملفقة؟ لإيقاف الفوضى الإعلامية المتصاعدة عبثا وإيذاء وغوغائية, ولوضع حد حازم وصارم في وجه كل من تسول له نفسه التلاعب بمشاعر وحقوق الآخرين أندية ومسئولين وجماهير, وبمثل ما تطبق العقوبات على منسوبي الأندية فيما لو صدرت منهم أية تهمة أو إساءة موجهة للتحكيم أو لجان اتحاد الكرة لماذا لا تكون هنالك جهات قضائية رسمية متخصصة بالقضايا والمنازعات الإعلامية ولائحة عقوبات إدارية وغرامات مالية واضحة تطبق ضد أية وسيلة إعلامية تسبب الاحتقان وتتعمد التشكيك والتشويه والتهويل بحثا عن إثارة مبتذلة بواسطة أسماء لا تحترم موقعها ولا تقدر حساسية ومسئولية وإبعاد ومخاطر ما تقول..؟ الكورة ضرورة في كل مرة يقام فيها الكلاسيكو الإسباني ينقسم العالم بمختلف قاراته ولغاته وأجناسه وأعراقه وثقافاته إلى قسمين أما برشلونة أو ريال مدريد, كل شعوب الكرة الأرضية تتفق لتتجه أنظارها معجبة متلهفة منبهرة في لحظات تاريخية غير عادية صوب هذه الدولة غير المؤثرة سياسيا ولا القوية اقتصاديا أو عسكريا, لكنها في كرة القدم صنعت لنفسها شهرة عالمية واسعة ومكانة دولية مرموقة لم تكن لتحلم بها.. دول عديدة استضافت بطولات عالمية أنفقت عليها مليارات الدولارات ولم تتحقق لها نفس المكاسب التي جنتها إسبانيا من مواجهات برشلونة والريال, ودول أخرى على استعداد أن تخصص جزءا كبيرا من ميزانيتها لتوسيع دائرة نفوذها وشهرتها وتحسين صورتها ونشر ثقافتها ومبادئها ومع هذا يصعب عليها أن تصل إلى ما وصلت إليه إسبانيا, من هنا أجدها فرصة للحديث عن ضرورة أن نعيد النظر بمستوى اهتمامنا بكرة القدم, وأن نتخلص من فكرة أنها ملهاة ومضيعة للوقت, اليوم في ظل ما تقدمه وتنتجه وتساهم به كرة القدم, وطالما أننا أمام واقع يشير إلى أن شريحة كبيرة من المواطنين يتابعونها بشغف فمن المفترض أن تكون لدينا استراتيجية حكومية جادة لتطوير كرة القدم, والاهتمام بها إداريا وماليا باعتبارها واحدة من المجالات الحيوية لبناء وتنمية الإنسان السعودي.. الاتفاق وعقوق ذوي القربى يشدني الاتفاق ويدفعني دائما للإعجاب به وبطريقة إدارته, سمات جميلة وسياسات حكيمة بقيادة الفذ والخبير والخلوق عبد العزيز الدوسري نقلته إلى مصاف الكبار والنخبة, وتفوق بموجبها على أندية غنية صاخبة نافذة متباكية, حتى أصبح أنموذجا جديرا بالاقتداء به.. أمام سخاء إبداعه وقوة تماسكه وطول سنوات كفاحه وإصراره من حقنا كرياضيين ومراقبين وإعلاميين سعوديين أن نتساءل: لماذا لا يجد الدعم والمؤازرة وأيضا الرعاية من المؤسسات والشركات الكبرى ورجال الأعمال الكثر في المنطقة الشرقية؟ أين اختفوا وهم القريبون منه والمرتبطين به مكانيا وعاطفيا أين هم من الوقوف معه وتقدير إنجازاته وتثمين تفوقه وعطائه؟ ماذا يريدون منه أن يقدمه لهم أكثر وأفضل مما حققه وأنجزه لهم وباسمهم؟ ماذا دهاكم هل نسيتم أنه فارس الدهناء؟ - وصول الهلال والاتفاق للنهائي جاء مستحقا ومنصفا لأفضليتهما ولبراعتهما في تجاوز المحطات الصعبة والمثبطات الفنية والتنظيمية.. - لا اللواء محمد بن داخل ولا غيره يستطيع أن ينتشل الاتحاد من واقعه المرير وينقذه من أزماته المتراكمة منذ سنوات.. - صحيح أن الهلال ينفرد عن الآخرين بكمية ونوعية مواهبه, لكن الأصح والأهم من ذلك أنه النادي الوحيد الذي لديه البيئة والثقافة والثقة والجرأة والخبرة والأجواء الصحية الداعمة لهم والمحفزة لتألقهم والاستفادة من مواهبهم.. - يأتون بحكام أجانب أي كلام للقول بأن أخطاءه أسوأ وأقسى من أخطاء الحكم السعودي.. - لأن تصرفه يسيء للنادي قبل أن يكون مؤذيا للذوق العام ولزميله العابد كنا نتمنى من إدارة الاتحاد أن تبادر وتتخذ قرارا تأديبيا ضد المتهور أبو سبعان بأسرع وقت ممكن..