حين يتعصب الإداري أو اللاعب أو المشجع لناديه يبقى الأمر في نطاق المتعارف عليه في عالم كرة القدم، ولكن أن ينسى الصحافي أنه يمثل سلطة ويتخلى عن الحياد والموضوعية والصدقية قبل نقل الأخبار فهذه سقطة مهنية لا يجوز معها الاستمرار في نسب المتعصب إلى مهنة الصحافة، على اعتبار أنه تجرد من أخلاقيات المهنة وبات صاحب ولاءٍ لنادٍ أو لشخص، مهملاً حق المهنة التي يمتهنها وحق الجهة التي يعمل لمصلحتها وحق الناس الذين يخاطبهم بلسانه أو قلمه.. ولعل ما حدث الأسبوع الماضي في قضية تتويج المهاجم الدولي السابق سامي الجابر بلقب لاعب القرن في قارة آسيا، وطريقة تعامل بعض الإعلاميين مع هذا الخبر يجعلنا نتحسر على حال الصحافة الرياضية التي بلغت أرذل العهد بوجود أشخاص لا هم لهم إلا التطبيل لهذا والتشنيع بذاك، بعيداً عن مراعاة أخلاقيات المهنة وأصولها، حتى أن بعض هؤلاء الذين باتوا يمتهنون الكتابة لنادٍ بعينه لا يترددون في تزييف الحقائق من أجل إرضاء المشجع أو المسؤول، بل وأصبحوا يزايدون على تعصب المشجعين بأساليب غالباً ما تسيء إلى النادي الذي يتعصبون له! وفي موقع «فيفا» باللغة العربية تسابق مشجعو الهلال والنصر للمشاركة في نقاش أو استفتاء أو استطلاع أو أي شيء آخر عن اللاعب الأهم في تاريخ الكرة الآسيوية، ومع أن النتيجة مسبقاً تمثل رأي زوار الموقع وليس الاتحاد الدولي، إلا أن ما حدث في النهاية كان تزويراً مارسه البعض في الصحافة السعودية بطريقة «مخجلة» واستخفافاً بعقول القراء بطريقة مشينة، إذ تحولت صياغة الخبر بقدرة قادر من نتيجة استفتاء زوار الموقع إلى قرار من ال«فيفا»، ولتمرير الخبر بنسخته «المفبركة» تم توريط المركز الإعلامي بنادي الهلال ورئيس النادي ونائبه بتبني هذا الخبر الذي يمثل وجه نظر زوار موقع «فيفا» على الإنترنت وليس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمسؤوليه ولجانه وخبرائه، وهذه حقيقة لا أعتقد أنها غائبة عن من كتبوا عشرات المقالات ترحيباً بقرار ال«فيفا» المزعوم! شخصياً أرى أن بعض الحمقى بات يورط الهلال بمقارنات ويدخله إلى دائرة الجدل في أمور محسومة سلفاً لتاريخه ولاعبيه.. ولا يكاد يمر يوم إلا وتجد أحدهم يكتب مرافعة طويلة عن أحقية الهلال بلقب نادي القرن، مع أن التاريخ والإنجازات تبرهن أن الهلال هو نادي القرن في قارة آسيا دون منازع ودون الحاجة إلى مقالات بعض هواة الجدل «البيزنطي»، والحال نفسه ينطبق على سامي الجابر الذي لم يكن بحاجة إلى تبني مغالطات وتزوير بعض الصحافيين ليبرهن أحقيته باللقب الآسيوي، إذ إن الأرقام والإنجازات تحدد أصحاب الأفضلية وليس التصويت، خصوصاً أن مسؤولي «فيفا» أرجح عقلاً وأرقى فكراً من تحديد هكذا لقب بموجب أهواء الناس في التصويت! خصوصاً أن دخول أي نادٍ أو لاعب عربي في استفتاء لنيل جائزة يعني بالضرورة الحصول عليها حتى لو كانت النتيجة بعيدة عن المنطق، ولعلنا نذكر الاستفتاء الذي طرحة موقع الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء عن أكثر اللاعبين شهرة في العالم حين فاز باللقب محمد أبو تريكة وتلاه يونس محمود ثم ياسر القحطاني متقدمين على كاكا ورونالدو وميسي وغيرهم من نجوم العالم بفضل أن العرب بإمكانهم الفوز بكأس العالم في حال لعبت المباريات بالتصويت! أعتقد أن ما حدث يمثل إساءة لنادي الهلال ولسامي الجابر ولأفضليتهما آسيوياً، على اعتبار أن تزوير الحقائق حيلة من لا حيلة له، وما قام به بعض الذين يدعون الدفاع عن حقوق الهلال قاد «الزعيم» إلى ميدان المقارنة مع أن المحايد يدرك أن للهلال ونجومه ما يغنيه عن تطوع البعض بتزييف الحقائق واختلاق الإنجازات. [email protected]