- تجد نفسك أسيراً مكبلاً بقيود فرضت عليك فرضخت لها واستسلمت وكأن لاحول لك ولاقوة وفي معظم الاحيان مُقيدا ومُتقيِِدا بما قُيدت به. لاتقوى على نطق كلمة.. لا.. وفي احيان كثيرة تقيد انت نفسك بنفسك... بل وتلتزم بهذا القيد رغبة منك في الفكاك من تبعات تعرف انت الحسابات المترتبة عليك إن تمردت على تلك القيود. - احيانا تسلم المقود انت بيدك.... بمحض ارادتك للآخر..فتظل اسيرا لهذا الاخر وتأتمر بأمره وتفعل ما يطلبه منك. - نحاصر انفسنا بأشياء كثيرة... ربما مسايرة... إتقاء لشيء... ربما للابقاء على شعرة معاوية.. أو لامور اخرى في حساباتنا وربما اتقاء الالسن وربما وربما.. تجد نفسك بمثل ماوصف الشاعر: - الزمت نفسك شيئاً ليس يلزمها..... - في حياتنا أمور كثيرة... تبصروا... تأملوا... دققوا... الحقيقة اننا غير مقتنعين بها... بل نفعلها مجاملة.. (مجبر اخاك) اعباء كثيرة نتحملها ونثقل الكاهل بها لمجرد اننا جاملنا وتشبثنا بامور استجدت في حياتنا وحولناها مع الايام إلى ثوابت أو امور واجبة لاتقبل النقاش. عادات تثقل الكاهل مادياً وتربك ميزانيتنا وتقض مضاجعنا... لكننا نفعل مثل غيرنا دون قناعة أو اقتناع.. لكننا نجاري.... كي لانتهم بالبخل....كي لا نوصف من الآخرين... بصفات موجعة.. - تمسكنا باشياء دخيلة أو مصطنعة لاتضيف لنا شيئا ذا قيمة. ابداً اللهم الا استنزافنا وافراغ الجيوب رغم محدودية الدخل وضعف المورد المادي فيتم الالتجاء للقروض البنكية أو السيارات فنتحمل ديون مؤرقة... مقلقة... (هم بالليل وذل بالنهار)... وتطوى الرقاب بحبال ديون قد تطول مدة سدادها وربما نصل إلى حد العجز عن الوفاء بسدادها.... - في حياتنا اشياء كثيرة... هي الخطأ.. صور وصور... واعوجاج واعوجاج في طرقات لا تنتهي... وفي كل يوم نجد امر اخر يستجد في حياتنا وندخله في قاموس تعاملاتنا ونضعه في سلم الاولويات!! فهل فهمنا للاشياء مقلوب؟؟ أو ان استيعابنا فيه قصور؟؟ لا ادري.... لكن....!!! - في لحظات تأملك... صفائك الذهني... تغوص... تبحر... تتفحص الامور... تقلبها ذات اليمين...ذات الشمال... تقتنع بأن الأخطاء لاتعد... وتدرك بأنك تسير بالاتجاه الخطأ لكنك تقف عاجزا عن الخروج عما اعتدت عليه... عُوّدت عليه.. حائر... لا تملك الحيلة بل ولا الوسيلة لأن الأمر لا يخصك وحدك.. ولسان حالك يقول (خطأ مشهور خير من صواب مهجور)...!! - تبحث عن مخارج.... لكن النوافذ موصدة... ولامن يؤازرك رغم قناعتهم بحصيلة تفكيرك وصحة موقفك... وقناعتك بأنهم مثلك يعون ان الاخطاء جسيمة ولكن!!! - تلملم نفسك وتجمع شتات تفكيرك وترتد إلى ذاتك مكسور الخاطر مهزوم الذات لأنك لم تقوى على كسر القيد... ولا القفز من فوق الاسلاك الشائكة.. عندها تدرك انك عبثا تحاول اقناع الآخر بصواب رأيك. - أنت تبصر.. وترى ان الصور لها وجوه عدة... بينما هذا يرى ان للصورة وجه واحد فقط ويحاول اقناعك برأيه بل قد يجرؤ على وصفك بقلة الفهم أو ان نظرك مصاب بالقصر والدونية... رأيه الصواب ولا يرى غيره.. فيما الحقيقة كالشمس... - العين تبصر الحقيقة... والقلب مترع بالنكد والهم... والنفس جازعة... ولكنك لا تقوى على فعل شيء.. أي شيء فتسير على مضض. تخطو على الشوك.. تحتمل الألم... داخلك وجع يبكي لكنك تحاول ان تضحك ظاهرياً... كي لا يضعوك في خانة.... - تفكيرك يتحجر... كونه لايملك فضاءا... متسعاً كي يطلق لاجنحته التحليق في سماء بلا غيوم.... بلا غبار... بلا تقلبات وانواء جوية.. - تأمل.... فكر... واحتفظ بقناعاتك لنفسك... واعجن كل احاسيسك وغلفها بهاجس الخوف... بالتردد... بالصمت والتناسي... كي لاتقض مضجعك هموم انت في غنى عنها.... وردد قول الشاعر: -وما أنا إلا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد - كل شيء مغلق... طرقات الضوء.. مغلقة بحفريات قد تطول مدة بقائها... بيوت تحيط بها الاسوار... لاترى الا الجدران الصماء... والصمت والصقيع ينادمانك... يبثانك اوجاع المكان... واذان تسمع ماتريد فقط والسن تبرأت من صدقها... ووجوه تميزت بتعدد الالوان والاصباغ.... كثيرة هي الصور... والمواجع لم تترك مكانا في الجسد الا وأنهكته... استبدت به - في ذات المكان... تمر الأيام به.. أخذت منه.... وهو نفس المكان... نفس الشكل... نفس المشهد.. تودع زمن وتستقبل زمن وعقارب الساعة تسير في اتجاهها الا ان اغلب الأشياء تراها تسير في عكس الاتجاه.... حتى انت عكس عقارب الساعة.. باتت حياتك باهتة.... بلا طعم... بلا لون مثلما قال ابوعنتر (بلا فكاهة ولامازية). - يودعك عام دون ان تشعر به... لكنه مثل الذي قبله بالتأكيد والقادم مثله... تمر الشهور كالأيام... في الصقيع تبحث عن الشمس لكنها شمس بلا دفء... ومواقد يألفها الصقيع... تبحث عن المستقبل... تنتظر مقدمه... تخطط له... تغرسه فسائل واشجار مثمرة... تنتظر الثمر... تموت الاشجار قهراً والماء يمر جوارها ان ترتوي.... قيود قد فاضت واروت وأرضك تنتظر منها الإثمار... قد يطول انتظارك إلى امد قد يمتد.... يمتد.