لا تخلو الصحف والمجلات الورقية ومواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية من الكتابات الإبداعية التي تفتقد إلى حمل هوية واضحة فهي لا تحمل تجنيسنًا أدبياً أو إبداعياً معيناً فتصنيفها لم يحدد.. خرج هذا النمط الكتابي الإبداعي وهو لا يخضع لشروط ومعايير معينة وإن تلتزم بشروطه الداخلية، وهذا النمط من الكتابة يتواكب والطفرة الحداثية التي شملت كل الجوانب الحياتية بما فيها الأدب وأجناسه الإبداعية. هذه - الكتابة - النصوص يتركها مبدعوها دون تجنيس إيماناً منهم بأن القارئ هو من يستطيع تجنيسها، ووضعها في الخانة المناسبة لها، ولذا فكثير من النقاد والمهتمين بالأجناس الأدبية وجدوها عبثاً إبداعياً ربما يهين أو يقلل من قيمة ومكانة الإبداع، كونها لا تخضع لآليات وشروط محددة، وهذا يشكل إرباكاً نقدياً بناءً على مدارس ونظريات نقدية معينة. وحتى تسميتها كنصوص مفتوحة لم يتفق عليها، وهنا يبرز هذا السؤال: ما مشروعية تسميتها ب(النصوص المفتوحة) وهي أنماط من الكتابة الإبداعية التي لا تخضع لمعايير واضحة ومحددة؟ خرجت هذه الكتابة في كتابة الشعر المنثور كبداية حسب بعض الآراء النقدية، وهنالك من يقسو على كتاب هذا النوع وهذا النمط من الإبداع، ويتهمهم بالإفلاس والضحالة، بالرغم من انتشاره وتغطيته مساحة واسعة من الساحة الإبداعية باختلاف مستوياتها وسبل نشرها!. والكم الهائل من هذه الكتابة تحمل عمقاً إبداعياً يغري القارئ لأنها تحمل ذائقة، ربما لا يجدها في الأجناس الأدبية الأخرى كالقصة والرواية والشعر وغيرها حسب ما يراها آخرون.. حيث في مثل هذه الكتابة تتداخل الأجناس وتشكل خلطة أدبية إبداعية رائعة بتوافر سلامة اللغة وإتقان الأسلوب وروعة التكنيك وإن لم تجنس. صور هذا النوع من الكتابة عديدة بعيداً عن التجنيس ففيه فن يرتقي إلى سماء عالية من الإبداع فيشعل ويحفز الذائقة، وبالرغم من ذلك فالمبدع فيه لابد أن ينظر إلى حقيقة، هي دوران الجنس الكتابي حول نفسه بما يجعل النص الإبداعي أكثر اتساعاً وشمولية، يتضمن تشكيلاً داخلياً فيه، ولا يكون كالنص الكولاجي الذي هو خليط متنافر من قصة وقصيدة وخبر صحفي ومذكرات و... وبما أن هذه النصوص وإن صح أن نسميها نصوصاً مفتوحة، تشعل وتحفز ويتفاعل القارئ والمتذوق معها لمِ يُتهم كتّابها بالإفلاس الإبداعي؟ سؤال كبير يطرح نفسه وبقوة ، أليست هي إبداع بغض النظر عن التجنيس؟ وهل الإبداع لا يكون إلا بوضعها تحت مسمى شعر أو قصة أو رواية أو...؟؟!! أسئلة تنتظر إجابة وإجابة من متمكن ثري..