نور القرآن وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام دستور مصدره السماء لكل زمان ومكان، كان لزاماً على المسلم أن يكون للمسلم عوناً بعد الله عزّ وجل، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.. والمعروف هو فعل الخير والإرشاد إلى طريقه، بطريقة مُحببة والدعوة بالتي هي أحسن وبالكلمة الطيبة بعيداً عن الشدة التي تسبق المناصحة أحياناً وهذا الدور لا يستطيع كل فرد أن يقوم به إلا من فتح الله عليه وتدبّر القرآن وأيقن فهم السنة المطهرة، فالخطاب بالتي هي أحسن والمناصحة ليس بالتشهير والضرب والصوت المرتفع والقسوة والحدة في القول، لقوله تعالى {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وهذا لا بد أن ينطلق من الأسرة والمدرسة والمسجد وكذلك القنوات الفضائية وما إلى ذلك من وسائل الإعلام المختلفة ويكون مرتكزاً على الأدلة والبراهين لما للكلمة الطيبة والإبتسامة أمر حسن وصدى لدى المتلقي وما لها من مردود إيجابي وتختصر المسافات. لا بد أن يتم إنتقاء رجال الحسبه والهيئة بعناية فائقة ممن شُهد لهم بالصلاح والتقوى والعلم ولين الجانب والحِلم، وليس كل من قصّر ثوبه وأطلق لحيته له الحق بأن يكون ممن أوكت لهم هذه المهام، نعم لا نختلف أنها سمة خير وعلامة ومؤشر إن شاء الله على الصلاح والتقوى، المودة والمناصحة وتقديمها بأسلوب غير مُنفّر ومقبول والكلام الطيب وعدم التدخل في خصوصيات الناس ولا صانع عداء عند الآخر فكيف يصلح المجتمع إذا كان المُصلح عاجزاً عن إيصال النصيحة أو التكيف مع المجتمع وهذا يحتاج إلى ندوات واجتماعات كثيرة تحت سقف الحوار مدعمة بالإعلام ووسائله مع الشباب بكل شرائحه بُغية الوصول إلى الهدف المنشود . يجدر الإشارة أن رجال الحسبة لهم إنجازات عدّة وموفقة في كثير من القضايا الاجتماعية والوقوف على حالات كثيره طالعتنا بها وسائل الإعلام وفي إحباط كثير من أعمال الإبتزاز والتلاعب بأعراض الناس من قبل ضعاف النفوس وعديمي الضمير تم معالجتها والتعامل معها بطريقة حضارية واحترافية حفظت الحقوق ولاقت الثناء والإشادة والتقدير، إن الإيمان بالله عزّ وجل والتقوى والتواصي بالحق والصبر وإشاعة الخير والفضيلة بين الناس ومحاربة الشر والرذيلة والفساد وإستئصاله من المجتمع من أبرز سمات هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله عزّ وجل {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ..} آل عمران110.. لذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القطب الأعظم في هذا الدين الحنيف والمهمة الكبرى للأنبياء والمرسلين والصالحين وذلك لما يشتمل عليه من الفضل العظيم والخير العميم والفوائد والمصالح العاجلة والآجلة لما يترتب على تركه من استشراء الباطل وإنتشار الفساد وتفاقم فعل المحرمات، وما له من أثر عظيم يلقى بظلاله على المجتمع والأمة من خير وفضل، تثقيف رجال الحسبة وإلقاء المحاضرات في فترات مختلفة خلال العام وجعلها من البرامج المستدامة نظراً لأهمية ما يقومون به من عمل نبيل ورسالة عظيمة وفقهم الله عزّ وجل بالقيام بها لكي يجنوا ثمار أعمالهم التي هي من أجّلْ وأفضل المهمات وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إعطاءهم دورات تُحسّن وترفع من أداءهم في العمل الميداني وكيفية التعامل مع المواطنين، المقيمين وأهمية لغة الحوار المفتوح وأن يقدموا الستر والنصيحة على التشهير. كان للقرار الإداري الذي اتخذه رئيس الهيئة الجديد بمنع المتعاونين من مزاولة عملهم يرمي بذلك بشكل رئيس كما يتضح إلى تنظيم العمل والإنضباطية ليأخذ المسار الذي يتوخاه وكذلك مُسألة الموظفين الرسميين وجعلهم يتحملون الأعباء بشكل كامل ومسؤول. إن الإرتقاء بجهاز الهيئة وتفعيل دوره في المجتمع والرفع من أدواته بحيث يكون حُصنا منيعاً ضد الأفكار الهدامة والسلوكيات المشينة برؤية عصرية وحضارية تواكب كافة المتغيرات مع الحفاظ على ثوابت الشرع القويم.