شرفت بأن كلفت بإدارة منتخب الرماية بالدورة العربية الثانية عشر لعام 2011م وقد كان يحدوني الأمل بان أشارك في هذا التجمع العربي كممثل لبلدي في هذا المجال وعندما حضرنا للدوحة أحسست أنا وزملائي بحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا لوجود المنافسة الكبيرة لأن كل الدول المشاركة حضرت للدوحة لنفس السبب الذي حضرنا من أجله ولكن ذلك لم يزدنا إلا إصرارا وعزيمة على التفوق وصعود المنصات وحصد الذهب وذلك لم يأتِ من فراغ ولكنه نتيجة حتمية لحجم الثقة الموجودة لدينا في هؤلاء النجوم الأبطال إضافة إلى سبب جوهري هو اشتراكنا جميعاً في حب هذا الوطن الشامخ أغلى وطن والحرص على تمثلية بما يليق بمكانته لدى الدول، لقد كان يتملكني شعور غريب وقوي وتسارع قوي في أنفاسي وذلك عندما استرق نظرات عابرة وسريعة لوجوه هؤلاء النجوم فأرى فيها خارطة هذا الوطن الكبير بكل تضاريسها وشعبها وحكامها وكل من فيها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ولا يخرجني من هذا الشعور الجميل وفي لحظات سوى بريق يسطع من أعينهم وباستمرار كالذهب يكاد يخطف الأبصار فما هي إلا لحظات قليلة وعابرة حتى استرد أنفاسي لنبدأ المشوار إيقانا مني بأن هذه هي نشوة الفوز والانتصار فلا ازداد إلا ثقةً وتفاؤلا بهؤلاء الأبطال فكل ما يقومون به يدل على حرصهم وجديتهم وقدرتهم العالية على تحمل المسئولية والحس الوطني الكبير ويتضح ذلك جلياً في تعاملهم الراقي الجميل والذي كان مثالا يحتذي به مما يعكس عن وجود بيئة خصبة ومناسبة لهؤلاء الرجال جديرة بحصد البطولات تحتاج إلى التوجيه السليم المناسب بالإضافة إلى تهيئتهم من الناحية النفسية حسب كل موقف. لم يتبادر إلى ذهني بعد كل ذلك ولم أشك ولو للحظة بأننا لن نحقق ما نسعى إليه ونستحقه وبدأت رحلة الذهب وبدأنا نحصد الميداليات الذهبية واحدة تلو الأخرى وعلى الرغم من معاناتنا اليومية لبعد ميدان الرماية (الوسيل) والذهاب إليه من بعد صلاة الفجر ولا نغادره إلا مع دخول المساء حتى يمر علينا اليوم بأكمله قد لا نتناول أي طعام بالرغم من توفره ولكننا لسنا ككل الموجودين فنحن زادنا يختلف عن ما يحتاجه البشر فنحن أصبح زادنا الحسي انتزاع الذهب وغذاؤنا الروحي سماعنا للنشيد الوطني السعودي لأغلى بلد مع كل ميدالية ذهبية نحصدها شعور لا يضاهيه أي شعور ولا يمكن أن يحس به إلا من عاشه لحظة بلحظة كنت أنظر إلى العلم وهو يرتفع رويدا رويدا ومعه فؤادي كت أفقد في تلك اللحظة أي إحساس بالمكان والزمان فروحي معلقة بهذا الشعار الذي يحمل أغلى كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في هذا الكون حتى لأظن للحظات بأن الأفق أمامي كلها أصبحت حلة خضراء لا يخرجنا من هذا الجو الشاعري سوى الحرص على حصد الميداليات الواحدة تلو الأخرى وينتهي هذا العرس الرياضي الذي يحق أن نطلق عليها دورة عربية بمواصفات عالمية بحصد أبطالنا لعدد (8 ذهبيات من أصل 15) وكذلك ( 8 فضيات من أصل12 ) بالإضافة إلى (10 برونزيات من أصل18) ليصبح إجمالي ما تحقق لاتحاد الرماية والسهام (26ميدالية متنوعة من أصل 45) ولولا وجود بعض الظروف الخارجة عن إرادتنا والتي وقفت حائلا عن تحقيقنا لما كنا نستحقه ونأمل فيه من زيادة الغلة من الميداليات ولكن قدر الله وما شاء فعل ونحن لا نقلل مما تحقق ولكن الوطن يستحق منا الكثير والكثير ونعتبر ما تحقق في قطر بداية بإذن الله لحصد البطولات العالمية ونحمد الله على ذلك والقادم أحلى بمشيئة الله. خاتمة : قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ و}. مدير منتخب الرماية بالدورة العربية الثانية عشرة بقطر مقدم مهند س/عبدالله حسين عدلان الشهراني