تعقيباً على مقالة الأخ محمد بن عبد الله الحمدان في صحيفتكم الموقرة العدد 14336 تاريخ 4 صفر 1433ه وما قاله معاتباً الدكتور الفاضل محمد بن عبد الله العوين في مقالته التي نشرها بعنوان (البارتشن) وأنها كلمة ليست عربية, وهي بمعنى الفواصل أو الحواجز والدكتور العوين كتب هذه الكلمة بالعربية ولم يكتبها بلغتها. وهذا ليس خروجا من اللغة العربية الفصحى بل تحفيز لمن يريد معرفة هذه الكلمة التي كتبت بالعربية أن يعود للقاموس ليشبع فضوله وليستفيد من معنى هذه الكلمة وبهذه الطريقة نشكر الدكتور محمد العوين ولا نعاتبه. وأنا أعاتب الأخ محمد بن عبد الله الحمدان على اهتمامه وتقصيه ومحاولة إيجاد الأخطاء من كتّاب متخصصين في اللغة وبارعين فيها, وأنا أطرح استغرابي لكون الأخ/ محمد من قراء صحيفة الجزيرة ومن الذين يغارون على لغة القرآن الكريم أنه لم يهتم بمقالة الأخ/ فهد بن جليد الذي نشر مقالته في العدد 14334 تاريخ 2 صفر 1433ه في زاويته حبر الشاشة بعنوان: (Happ New Year) ولجوؤه للغة الخواجات بعنوان كهذا العنوان, فمن الذي يستحق العتاب الحقيقي يا من تغار على لغتك العربية؟! أم فقط اهتمامك يقع على الشخصيات المعروفة كي تكسب عددا كبيرا من القراء الذين يقرؤون للدكتور العوين ! فأنت عندما تريد أن تعاتب الدكتور محمد بن عبد الله العوين, لا تعاتبه لأنه لجأ للغة الخواجات وكتب البارتشن باللغة الإنجليزية, فهو لم يكتبها بلغتها كما كتب الأخ فهد بن جليد، والدكتور العوين أراد أن يرجعك للقاموس كي تعرف معناها بالفصحى وهذا هو الحفاظ على اللغة العربية بعينه. وأنا مع الدكتور محمد بن عبد الله العوين على هذه البادرة الرائعة لأننا في عصر تكاثرت فيه اللغات وتزاحمت اللهجات, وكثرت الكلمات التي تجبر الذين يغارون على لغتهم أن يرجعوا للقاموس كي يعززوا حفاظهم على لغتهم, ويرتقوا كما جعلك الدكتور العوين ترتقي عندما ذهبت للقاموس بعد عناء ووجدت الكلمة ومعناها الصحيح. ولعلي أستشهد ببعض الأبيات التي جاءت بكلمات كتبت بالعربية وهي ليست بعربية استناداً لما كتبه الدكتور الفاضل/ محمد بن عبد الله العوين، ومن تلك الشواهد قول الشاعر: غدائرها مستشزرات إلى العلا تضل المدارى في مثنى ومرسل فكلمة مستشزرات كلمة غير فصيحة ولما عدنا للقاموس وجدناها بمعنى: مرتفعات. وأيضاً: وأحمق ممن يكرعُ الماء قال لي دع الخمر واشرب من نقاخ مبرد فكلمة نقاخ كلمة غير فصيحة ولما عدنا للقاموس وجدناها بمعنى: الماء العذب. لذلك أخ محمد الحمدان إذا أردت العتاب, فعاتب من يعيشون في مهد اللغة العربية ويكتبون بلغة الغرب الأساسية, ولا تعاتب من يريدك أن تعود للقاموس لتعلم ما معنى هذه الكلمة في لغتك، لغة القرآن الكريم. إلى هنا أحييك على هذه الغيرة وليست بغريبة ممن يريد أن يرفع لغته إلى أعالي اللغات, ولكن كم أتمنى أن تقع هذه الغيرة في المرات القادمة في جوهرها وروح محلها. ولا أنسى أن أحيي الدكتور محمد بن عبد الله العوين على إمتاعنا وتعزيز لغتنا, ورجوعنا للقاموس والمعجم لمعرفة بعض الكلمات التي شاكلتنا, وأقول له :دمت ودام لنا قلمك. صالح بن رشيد العتيبي - كلية اللغة العربية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية