وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دائماً ما يدق جرس الإنذار في الوقت المناسب. وفي وقت سابق سمع المراقبون السياسيون تصريحه الواضح وهو في الديار الأمريكية في نيويورك حول سيطرة إيران على معظم الأحداث في العراق، حيث قال يومها: (لقد سلمت أمريكا العراق لإيران على طبق من ذهب) - وفعلاً فقد اندفعت تمهد تلك المليشيات المسلحة المدعومة من إيران تقتل الآلاف من السنة تحت سمع وبصر وتدبير حكومة المالكي التي سعت بكل الوسائل للدفع بالعراق إلى الأحضان الإيرانية. علاوة على دفع إيران بمئات (الألوف) من الإيرانيين إلى العراق والسعي لمنحهم الجنسية العراقية ليكونوا هم الأكثرية في العراق ويتحكموا به لمائة سنة قادمة. متذرعين بأن ذلك ينسجم مع الديمقراطية الوهمية التي جلبتها أمريكا. حيث إن الحكم في أي بلد إنما يكون للأكثرية حسب قوانين الانتخاب وهذا معناه محو الوجود السني في العراق تحت مقولات واهية، ومثل هذا الفعل يطرب إيران على وجه الخصوص خاصة بعد انسحاب أمريكا من العراق -في هذا الوقت غير المناسب- وفتح المجال أمام إيران لتقطف نتاج جهود عملائها في زرع القلاقل في الخليج وفي البحرين والكويت مثالاً وفي قطرنا العراقي المنكوب بهم! بما يجعلها مزهوة مستبشرة بمجدها الذي تراه يلوح في الأفق والذي انتظرته طويلاً ظناً منها أن الشرق العربي أصبح لقمة جاهزة لها وحدها بما يصنعه حكام سوريا وتابعهم نصر الله في الضاحية اللبنانية لكن بعض القيادات العربية بلا شك واعية لما يجري من طموح إيراني ومن ظلم على أرض العراق وما يعيشه من تمزق بين أنياب الطامعين في خيراته فهو الآن يتفتت بين إيران والأكراد وتركيا! إنها لكارثة عظيمة إذا كانت أمريكا تريد فعلاً أن تسلم إيران كراسي الحكم في هذه المنطقة من خلال تلك الأحزاب التي تفتقر إلى الحد الأدنى من التجربة السياسية وتجعل إيران شرطياً في الخليج كما كان الوضع في عهد شاه إيران لكن هذه المرة تحت ذريعة نشر الديمقراطية أو الفوضى المطلقة إذا صح التعبير وتسعى إلى تكبير الصغير وإطلاق العنان لكل الأطماع والطوائف والملل في هذا الشرق الملتهب!!