كثيراً ما نقرأ في الصحف أو نشاهد في وسائل الإعلام المختلفة تلك الحوادث المرورية المروِّعة التي نفقد من خلالها ابنة أو شقيقة أو زوجة خرجت من منزلها منذ ساعات الصباح الباكر لتقديم رسالة من أسمى الرسالات ومهنة من أعظم المهن ولكن قدرها أن تكون ضحية لهذا الطريق، إما لوعورته أو لطول المسافة بين منزلها الذي تسكنه والمدرسة التي تعمل بها فيفجع أهلها بعد تلقيهم اتصالاً يفيد بتعرضها لحادث مروري ووفاتها. إنه لمن المحزن أن نسمع أو نرى مثل هذه الوفيات والحوادث المأسوية، فغالبية تلك المعلمات تم تعيينهن بمدارس نائية معرضات أنفسهن للخطر في سبيل نشر العلم وإيصال تلك الرسالة السامية، بل إن كثيراً منهن أجبرتهن الظروف على السكن بتلك المناطق خوفاً من مفاجآت الطريق مبتعدات بذلك عن أهلن وذويهن دون أن تتحقق مطالبهن بنقلهن إلى مدارس تكون قريبة ولا يخفى على الكثير من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم الظروف الأسرية التي تمر بها أغلبية أولئك المعلمات، فعلى سبيل المثال بعضهن تقوم برعاية والدها أو والدتها أو كليهما الطاعنين في السن ويتوجب عليها أن تكون قريبة منهما لتقديم العناية لهما، والبعض الآخر يكون زوجها يعمل في شرق المملكة ويتم تعيينها في غربها، فحال تلك المعلمة خوف دائم من المصير المجهول الذي ينتظرها فهي لا تدري عندما تغادر منزلها هل ستعود إليه أم لا؟! وكم من مشهد نراه لمعلمات علقت مركبتهن بالكثبات الرملية أو تعرضت لعطل مفاجئ في أماكن صحراوية يصعب الوصول إليها لإنقاذهن. وجميع أولئك المعلمات يأملن من وزارة التربية بأن تضع حلولاً جذرية لهذه المعوقات لنتدارك الوقت وننقذ ما يمكن إنقاذه من هذه الأرواح بتحقيق رغبات النقل كلاً حسب المنطقة التي تتبع لها وبذلك نكون قد أوجدنا حلاً مناسباً وقضينا على غالبية تلك المعوقات التي يواجهنها. وإن بقي الحال على ما هو عليه فسوف يستمر نزيف الدم المتواصل والحوادث المرورية المروِّعة وهذا الذي نتمنى أن لا يحدث. نسأل الله أن لا يري أحداً منكم أي مكروه ويرزقنا وإياكم عملاً صالحاً وعلماً نافعاً إنه قادر على ذلك وهو السميع العليم.