سؤال نتلهف له كل يوم بعد موعد زيارتكِ حيث ترقدين بالمستشفى، نشتاق لسماع التفاصيل، نستبشر بأدق بادرة أمل تخبرنا بأنكِ ستبقين ولن ترحلي، والآن.. رحلت روحكِ النقية الطاهرة.. رحل جسدك المنهك الصابر.. وبقيتي في قلوبنا ونفوسنا خالدة.. كل شيء حولنا يفتقدكِ، كرسي صلاتكِ يئن شوقاً، غرفتكِ كساها الحزن من بعدك، أطفالنا يتساءلون وعنك يبحثون، وكلنا وكل جزء فينا يبكيكِ يا جدتي: «حصة عبدالعزيز القاضي» ماما حصة: هناك في الممر، وقفتُ أرقبكِ من خلف الزجاجة، أرقب تسبيحكِ، أرقب سؤالكِ عن الوقت وصلاتكِ، وأنتظر دوري بالدخول اليكِ لأرتدي الملابس الواقية والكمام، وأدخل لأتأمل وجهكِ المتعب وجسدك الذي أنهكته الأجهزة، واصبع السبابة الذي يقاوم المرض ويظل يشير بالشهادة. ماما حصة: سأعترف لكِ بأني كنت أسترق النظر لأقرأ ما تدونه ممرضتكِ لعلي أجد ما يطمئنني رغم أني لم أستوعب حرفاً. ماما حصة: هناك في الممر بكينا.. هناك في الممر دعونا.. وأراد الله أن تصعد روحكِ الطاهرة إلى السماء.. ونودعك بحرقة.. بألم.. بغصة.. بعبرات تخنقنا.. ولا يخفف أوجاع فراقك سوى ثقة برب كريم سيكرمكِ.. رحيم سيرحمنا بعدكِ ويرحمكِ.. رباه.. يا من أبصرت تمتمتها بالصلاة بغرفة تضج بالأجهزة، أبدلها بتمتمة بحمدك بالفردوس الأعلى.. ماما حصة.. لن نقول وداعاً، بل نراك بإذن الله في الجنة على أحسن حال.. طبتِ وطاب مقامك.. حفيدتكِ ومفتقدتكِ - ضي يوسف السلمان