يقول د. زياد الدريس في كتابه (مذكرات بيروقراطي بالنيابة) بدأ يتسارع العد التنازلي لأيام تكليفي مديراً بالنيابة، أيام قليلة وتنطفئ الأضواء التي اعتدت عليها حتى عند نومي أصبحت لا أطفئ الأضواء كما من قبل بل أجعلها مضاءة بكاملها حتى تكون أحلامي أثناء اليوم عبارة عن مؤتمرات وتصريحات صحفية مليئة بفلاشات وعدسات المصورين! وبينما أنا أحصي الأيام التي بقيت لي في دنيا الأضواء قبل العودة إلى دنيا الكواليس الخلفية المظلمة في هذه الأثناء دخل إلى المكتب أحد مسؤولي العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة وقد (تأبط شريطاً)! احتفيت به تماماً كما يحتفي المسؤولون عادة بالإعلاميين أو أنصاف الإعلاميين! (لحاجة في نفس يعقوب). قلت له وأنا أنظر إلى أداة التسجيل ولعابي يسيل! هل أستطيع أن أخدمك في أي شيء.. تحويل غير مختوم أو تختيم غير محوول! هاها - ابتسمت بفرقعة- وأكملت: هذا ما تسمونه في لغتكم الصحافية بالخبث الانفجاري في اللفظ الانعكاسي للمعنى الانبطاحي أو ما تسميه أنت وزملاؤك المفكرون والمثقفون (تفجير اللغة) وإن كنت أنا لا أريد التوسع في ممارسة تفجير اللغة لأن التوسع في ذلك سيؤدي بنا للوصول إلى ما تسميه أنت وزملاؤك المفكرون والمثقفون - (موت المؤلف أو الكاتب) وإذا متنا أنا وأنت وزملاؤنا المفكرون والمثقفون من جراء انفجار لغوي شنيع فمن سيعيش لهذا الوطن وهؤلاء البسطاء؟!