الراصد لما يدور لبعض الحوارات في الساحة الشعبية يجزم بأن الكثيرين لا يملكون ما يؤهلهم لإدارة دفّة أكثر من شأن متنوع في هذا المجال، وهذا لا يعيب البعض من الشعراء فالفروقات المعرفية والثقافية لا تعيب الشاعر في شعره (من منظور نقدي) طالما أنه متمكن من موهبته وإن كان أكثر النقاد لا يغفل دور المعرفة والثقافة في ألق وبهاء التجربة، وهذا موضوع آخر لست بصدد الحديث عنه، أما أن ينبري كل شاعر - مواكباً بارتجالية هكذا كيفما اتفق - كل مستجد يتطلب تخصص وتأهيل وعمق معرفي في أبعاده قبل إقحام نفسه كطرف في حوار لا يفقه فيه - فسيكون الخاسر بلا شك لأنه رضي على نفسه أن يكون في موقع من (يهرف بما لا يعرف) فليس كل شاعر متعلم هو شاعر مثقف، فالجانب الأكاديمي في شخص الشاعر أمر منفصل عن الجانب الثقافي لهذا يجدر بمن يود أن يكون منطق حجته القاطع رهان الفوز في الموقف، ألاّ يجعل من تسرّعه رهاناً خاسراً في موقفه، أو في المقابل - وهذا هو الأهم - أن يكون في جعبته المعرفية ما يدحض أي موقف يناقض موقفه بنديّة تحسب لتاريخ الشعر والشاعر والشعراء بعيداً عن التشنجات التي لا تقدم ولا تؤخر والتي هي في مجملها إضاعة للوقت تصنّف ضمن إيهام النفس بما لا يستطيع صاحبها بلوغه وهذه محاكاة لنوع من المحال واليأس وكل عاقل في غنى عنها. وقفة:للشاعر سليمان بن شريم - رحمه الله -: وحياة ربٍ كمّله بالجمالي من مفرق الهامه إلى حد ما طاه إنه من أول وأمس واليوم غالي واتلى زمانه بالغلا مثل مبداه لا أبطيت ما شفته وهو ما عنى لي عفت المكان اللي يغيظه ويجفاه لو دلّهوني عنه مانيب سالي أشفق على شوفه وأهوجس بطرياه يا طول ما طاوع نسيم الهوى لي من قبل يبدي لي من الوقت مجفاه ليتي قريبٍ له وبيته موالي والعلم من بيني وبينه مناجاه إن كان له بمواجهي مثل مالي وقلبي معه يبراه والهم يبراه وإلاّ تراني عنه طاون حبالي يلقى وأنا ألقى واحدٍ كنّه إياه