لطالما صنّف النقاد والشعراء (الحقيقيون) - من يهرف بما لا يعرف - من مدعي الشعر والنقد بصفات لا يحسدون عليها (وبصراحة هم اللي جابوها لأنفسهم)، وامتدت بعض نعوتها لبعض الرواة الشعبيين (اللي يبهّرون بالأرانب سوالفهم) والأرانب - كما هو متعارف عليها (الكذبات) - وذلك تبعاً لشهيّة بعض الرواة لحجم الأرانب من حيث كبرها وصغرها. وقديماً قال الشاعر الشريف الرضي: وَهُم نَقَلوا عَنّي الَّذي لَم أُفُه بِهِ وَما آفَةُ الأَخبارِ إِلّا رُواتُها وعودة على التعليقات على (مهازل أو فضايح) بعض ممتهني النقد للشعر الشعبي وهو منهم براء، فقد اعتذرنا لكثير من أحبتنا القراء الأعزاء عن نشر - رصد موثّق للأسماء - لنبتعد عن تفسير النوايا بالتشهير وكذلك سد لذريعة - الشخصنة - التي ليس لها صلة بعبارة (اللي ما يعرف للصقر يشويه) أو عبارة (من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب) إذا أردنا أن نضع النقاط على الحروف، إلا أن (المضحك المبكي) أن ينبري للنقد من يقلب المعنى رأساً على عقب كما يقول الشاعر الكبير المتنبي: وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ وأتذكر ذات يوم أن - أحدهم - كتب عن قصيدة الأمير الشاعر خالد بن يزيد - رحمه الله - التي غنّاها الفنان عبادي الجوهر ومطلعها: ما أحدٍ بنصف الليل سلّم على الشمس إلا أنا ساعة نظرتك بعيني وقال: لو قال الشاعر (عطيتك يديني) لكانت أفضل من (نظرتك بعيني)..! فرد عليه شاعر جزل ومثقف بقوله (ولكن الشمس ترى بالعين ولا تصافح باليد أيها - النويقد - الجهبذ)!! ولم يعد للكتابة عن الشعر بعدها. وأتذكر قبل سنوات طويلة - إبان مرحلة الدراسة الجامعية - موقفاً فيه سخرية هادفة وراقية وموضوعية لمعالي الدكتور مساعد العيبان الذي لن أنسى مواقفه الكبيرة وفضله الأكاديمي وأدبه الجم مع الجميع، وحصل أن تغيّبت عن الحضور للجامعة بسبب ظرف علاجي طارئ تمثل بالسفر مع والدي - رحمه الله وأموات المسلمين - إلى أمريكا وأحضرت حين عودتي عذرا رسميا كمبرر للغياب القسري، ولكن أحد الأكاديميين من الاخوة العرب أصرّ على تصديقه من لجنة الأعذار بقسم القانون بكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود الذي كان رئيسه معالي الدكتور مساعد العيبان وحين وضحت له ذلك ابتسم وعلّق بقوله: (بما أنك شاعر شعبي اكتب في الدكتور قصيدة وإذا كان يفهمها بيقبل عذرك).