في التخصصات العلمية، والأدبية لا يستطيع الخوض في أي منها إلا المتخصص؛ فالخبير الاقتصادي هو الأدق معلومة والأغزر معرفة والأبعد مدى في ما يخص مجاله، وكذلك الطبيب في الطب، والمهندس في الهندسة، والرسام في الفن التشكيلي، والخطاط في فن الخط، والموسيقار في النوتة الموسيقية - ما يسترو - إلى آخر تنوع هذه الأمثله بكل صورها التي تؤدي بنا إلى جدواها كما يجب. إلا أن المفارقة - المضحكة - وشر البلية ما يضحك- أن ينبري لنقد الشعر من هو غير متخصص أكاديمي ولا منتمي بثقافته وموهبته كشاعر متمكن أو صاحب ذائقة انطباعية كمتذوق دقيق إلى درجة مقنعة، ومرضية حتى ولو (دون الذائقة الرفيعة). ومع هذا يهرف بما لا يعرف دون أن يجد من يهمس في أذنه بما نصه (أعرف نفسك Know Thyself)، والإشكالية تتمحور في انطباع مؤلم، وظالم بحق الشعر، وموازين مستواه تمتد لردة فعل راصد ساخرة وهادفة يخرج باسمه الحقيقي بوسائل الاعلام - المقروءة والمسموعة والمرئية - وليس بالشبكة العنكبوتية وخلف اسم مستعار ليردد المقولة المدويَّة بعد طول الصبر (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب Speech is Silver, Silence is golden) وقفة: للشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع متى عيني تبي تملا نظرها من اللي تهتوي والعمر فاني