أوصى المشاركون في ندوة (السلفية منهج شرعي ومطلب وطني) التي أقيمت في جامعة محمد بن سعودي الإسلامية، في ختام فعالياتها، باستقراء الشبهات التي يوردها معارضو المنهج السلفي عبر الخطابات المتنوعة، والرد عليها بالحجة والدليل والبرهان الشرعي، ونشر هذه الجهود العلمية على أوسع نطاق، لإدراك الأبعاد الحقيقية وراء الهجوم على هذا المنهج. سمو ولي العهد خلال افتتاحه للندوة، تحدث بوضوح عن من يريد أن يقدح في المملكة العربية السعودية ونهجها السلفي أو يثير الشبهات والتهم حولها.. ووصفه بالإنسان الجاهل يستوجب بيان الحقيقة له. والسبب أنه حمل هذا النهج النقي زوراً وبهتاناً ما لا يحتمل.. من كذب وأباطيل ومفاهيم مغلوطة.. كالتكفير والغلو والإرهاب. كما وصف سموه هذا المنهج بأنه منهج دنيوي إضافة إلى أنه منهج شرعي، يدعو إلى الأخذ بأسباب الرقي والتقدم.. والدعوة إلى التعايش السلمي مع الآخرين.. واحترام حقوقهم. لاشك أنّ الدولة السعودية منذ قيامها قبل أكثر من مائتي عام حين التقى السيف والقلم عام 1157ه، حيث التقى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمشروعه الديني النابذ والرافض لكل ما يشوب العقيدة الإسلامية السمحة أو يقدح بها من أقوال أو أفعال، وكانت الأفعال هي السائدة في ذلك الزمان، والأمير محمد بن سعود بمشروعه الدنيوي الذي كون دولة قيامها نصرة الحق وإقامة الدين، وكان التوفيق حليف هذا التحالف الذي نعيش تحت ظله اليوم في الدولة السعودية الحديثة على يد المؤسس الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه -. خادم الحرمين الشريفين حين أمر بإقامة هذه الندوة داعياً كل علماء الأمة الإسلامية، فهو استمرار ما سار به أجداده، ورافض كل ما يشوب هذا المنهج أو من يريد أن يقدح به والذي حباه الله بخدمة الحرمين الشريفين. تأتي وصية المشاركين في الندوة بإنشاء مركز عالمي في إحدى الدول الأوروبية أو الأمريكية أو الآسيوية، بإشراف مباشر من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت مسمّى «مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للدراسات السلفية»، هو خير دليل على دور المملكة العربية السعودية الريادي في تقديم الصورة المثلى عن الإسلام وقيمه، في منهجه الوسطي السلفي.