لقد مَنّ الله علينا وعلى بلادنا بنِعَم كثيرة، لا تُعَدّ ولا تُحصى، أهمها نعمة الإيمان، ثم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة والرخاء والازدهار بحمد الله، وقد قال تعالى في مُحْكم كتابه الكريم: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}، وقيل «بالشكر تدوم النِّعَم». بالأمس القريب تناقلت وسائل الإعلام المختلفة من مقروءة ومسموعة ومرئية، محلية وعربية وأجنبية، إعلان مجلس الوزراء برئاسة قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه - ميزانية هذا العام 1433ه - 1434ه، التي تحمل بين طياتها وجنباتها ومضامينها بشائر الخير والعطاء والنماء لهذا الوطن المعطاء، وستحقق - بإذن الله تعالى - المزيد من الخير والرخاء والرفاهية والازدهار لهذا الشعب الكريم. لا شك أن ميزانية هذا العام تُعتبر أكبر ميزانية تشهدها بلادنا بفضل الله وكرمه مقارنة بالميزانيات السابقة، ويرجع الفضل بعد الله للقيادة الحكيمة التي تتمتع بالحكمة والروية وبُعد النظر. وهي حلقة جديدة في النمو التصاعدي الذي يعيشه الاقتصاد السعودي في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهما الله - فميزانية بهذا الحجم تُعبِّر تعبيراً واضحاً عن قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، الذي ينطلق من قاعدة متينة أرسيت وفقاً لدراسات عميقة ومتأنية لكامل المتغيرات والأزمات التي أحدثت أوضاعاً اقتصادية متردية في أكثر بلدان العالم في المرحلة الراهنة، كما أنها تعكس أيضاً سلامة النهج الاقتصادي السعودي الذي يأتي ضمن النسق السياسي العام للدولة، وهنا تكمن حالة التفرد متمثلة في توحُّد سياسة الدولة في كل الخطوط وعبر كل الاتجاهات، وهي دون شك حالة فريدة لم تتحقق إلا لعدد محدود من الدول. وهذا يدل دلالة واضحة على ما يتحلى به القائمون على إدارة اقتصادنا من أفق واسع وحكمة ومعرفة وحنكة ودراية بعيدة المدى؛ حيث إن بلادنا - ولله الحمد والمنة - تزخر بمشاريع عملاقة في المجالات كافة، وتهدف هذه المشاريع الجبارة إلى دعم التنمية الحضارية في بلادنا، سواء في المجال الاقتصادي أو التجاري أو الصناعي أو الصحي أو الاجتماعي أو الثقافي أو العلمي، وذلك في إطار دعم مقومات البنية التحتية وتوفير أهم ركائز مقومات الحياة في مختلف المجالات. وتُعتبر هذه الميزانية الخيِّرة التي تحظى بها بلادنا - ولله الحمد - مفخرة يعتز بها كل مواطن يعيش على هذه الأرض المباركة الخيِّرة في ظل ما تحقق وما يتحقق من إنجازات جبارة في قطاعات الدولة المختلفة كافة. عبد العزيز الصالح