الفرصة تلو الأخرى تمنحها الجامعة العربية للنظام السوري علّه يعود إلى رشده ويبادر بوقف النزيف الدموي الذي يتعرض له الأشقاء في كافة المدن والمحافظات والريف السوري إيماناً من الجامعة بأن الشعب السوري هو شعب قريب وشقيق ويهمها استقراره وأمنه.. فالجامعة العربية وكما عهدناها الحريصة على لمِّ الشمل وتوحيد الصف العربي قد بادرت بمهامها المنوطه بها تجاه ما يجري على أرض سوريا وما يتعرض له الأشقاء هناك من قتل واعتقالات واسعة وهتك أعراض والتي هي بشكل يومي وقد عقدت الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب العديد من الاجتماعات واللقاءات التشاورية علّهم يتوصلون إلى الحل المنشود الذي يضمن في الدرجة الأولى إيقاف نزيف الدم الذي يتعرض له الأشقاء السوريون من قبل نظامه الظالم.. وعلى الرغم من أن الجامعة العربية قد منحت النظام السوري الوقت الكثير إلا أنه رمى بكل المبادرات والمساعي العربية والرامية إلى إيجاد الفرج والحل السريع لهذه المشكلة الآخذة بالتفاقم يوماً بعد الآخر وراء ظهره ضارباً بكل المبادرات والمساعي العربية عرض الحائط مما جعله يتمادى ويستمر في قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال واعتقال الكثيرين والزج بهم في السجون دونما أي وجه حق إلى جانب تدمير المنازل والمحال التجارية العائدة لهؤلاء الأبرياء من خلال ذلك الجيش الظالم والمتسلط الملطخ بالدماء البريئة والشريفة من أبناء الشعب السوري الشقيق يسانده في ذلك الإعلام الأسدي (الحزبي) الذي تعودنا منه الكذب والتزييف في قلب الحقائق مما يجري على أرض سوريا من قتل واعتقالات وهتك للأعراض.. فالنظام السوري ومنذ نشوب الأحداث المؤلمة بل ومن قبلها وهو يتلقى تعليماته من قبل النظام الإيراني بزعامة محمود أحمدي نجاد ومن حزب الشيطان في لبنان بزعامة حسن نصرالله.. هذان الحزبان يعملان جاهدين على تفكيك الصف العربي وزرع الفتنة محاولة منهما في تشيع كل من هو سني في شتّى بقاع الدنيا من خلال دعمهما المالي لضعاف النفوس من إخوتنا العرب من أهل السنّة وهذا هو ديدن أهل العمائم المزيفة قبحهم الله وسود وجوههم في الدنيا والآخرة لقاء ما يقومون به من أعمال مسيئة للصحابة وزوجاتهم رضوان الله عليهم جميعاً ولقاء ما يخططون له بين الفينة والأخرى من القيام بأعمال إجرامية وإرهابية ضد بلداننا الخليجية والعربية فالذي يفعله الصفويون في إيران وحزب نصر الله في لبنان والنظام في سوريا اليم لم يفعله أشد أعداء الأمة.. فكما عهدناه النظام السوري هو ذلك التبع الصغير الذي يتلقى إملاءات إيران وحزب نصر الله في لبنان في ظل الدعم الذي يلقاه نظام الأسد منهما لكي يستمر في قتل وقمع شعبه المظلوم.. فكل ما نأمله ونرجوه من الجامعة العربية أن تبدأ بتنفيذ القرارات التي اتخذها وزراء الخارجية العرب تجاه هذا النظام المراوغ والمماطل لكي يوقف نزيف الدم وإطلاق سراح المعتقلين وليكن ذلك سريعاً وقاية وحماية للأشقاء في سوريا من بطش هذا النظام الظالم وزمرته الطاغية ولتكن كلمة الجامعة العربية كلمة واحدة لا ثاني لها فيما يتعرض له الأبرياء في سوريا اليوم فإن لم تستطع فعليها أن ترفع هذا الأمر لمجلس الأمن.. فالمهلة والوقت أصبحا في صالح النظام المراوغ والمخادع لا في صالح الشعب المغلوب على أمره.. والنظام هو زائل بإذن الله لا محالة ونسأله جلّ وعلا أن يزلزل الأرض من تحت أقدامهم وأن يرينا بهم عجائب قدرته، إنه ولي ذلك والقادر عليه فهو حسبنا ونعم الوكيل. [email protected]