نحن عادة ككتاب لا نتدخل في شؤون دول عربية منا وفينا، أو دول إسلامية، أو شقيقة أو صديقة أو أي دولة تحترم القانون والنظام وحقوق الإنسان. قلنا هذا الكلام مرارًا وتكرارًا، وهذا هو ديدننا، ولكن ليس معنى ذلك أن نشاهد دبابات ومدافع متمركزة في الشوارع والقرى والمدن وفوق الجبال في سوريا موجهة فوهاتها إلى مواطنين عزل، بدلًا من أن توجه تلك المدافع لتنبيه الصائمين في هذا الشهر الفضيل لمواعيد الإفطار والإمساك، ونقف موقف المتفرج؟!! ولم نتخيل أبدًا أن تلك الدبابات توجه في يوم من الأيام إلى شعب أعزل ينادي بالتظاهرات السلمية والحرية وحقوق الإنسان في بلده. فأنا وغيري ممن يشاهد التلفزة، ويتصفح مواقع الإنترنت صُدمنا لهول المصيبة في رمضان وقبل رمضان لتلك القوات العسكرية المدججة بالسلاح وبالدبابات التي كنا نفترض أن توجه إلى هضبة الجولان لتحريرها من احتلال إسرائيلي ما زال جاثمًا إلى يومنا هذا منذ أكثر من ثلاثة وأربعين عاما؟!! لم نسمع طلقة رصاصة واحدة ولو بالخطأ على المحتل، بل إن دبابات حزب البعث السوري ومدافعه وطائراته ومضاداته الجوية لم تطلق ولا رصاصة واحدة على الطيران الإسرائيلي الذي يستبيح الأجواء السورية بشكل يومي مثلما يفعل في لبنان، فهي في ثكناتها معززة مكرمة يعلوها الغبار. المفاجأة أن سوريا تملك الرجال والسلاح وأرضها الجولان محتلة؟!! والصدمة أن تلك القدرات القتالية توجه إلى صدور شعب أعزل وشيوخ وأطفال وشباب ونساء، والبركة بالقيادة القُطْرِيّة لحزب البعث الذي غلّب مصالحه الضيقة على مصالح عليا لمجتمع بأكمله، فهو يريد أن يحكم الناس بالقوة والحديد والنار؟!! فحزب البعث السوري جعل من سوريا مركزًا لزعزعة أمن واستقرار لبنان وغير لبنان من قبل نظام الحكم في إيران أو بدعمه اللا محدود لحزب الله، إنه بالفعل مثلث رعب رأسه في إيران والرأس الآخر في سوريا والرأس الثالث في لبنان، وأصبح مثلث الرعب هذا يحيك المؤمرات، ويجعل إيران تقف ضدنا نحن أشقاء سوريا وشعبها، وكذلك حزب الله في لبنان بل إن حفيد الخميني السيد نصر الله يهدد بتصدير الثورات والفتن والقلاقل لخليجنا العربي ومصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية ونظام الحكم وحزب بعثها الحاكم في سوريا تتفرج. إيران تصدر أوامرها للحكومة العراقية بزعامة نوري المالكي لدعم النظام السوري بعشرة مليارات دولار أمريكي لإنقاذ النظام السوري من محنته، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط، ومعنى ذلك أن إيران مسيطرة على العراق وتتحكم فيه وعلى سوريا وعلى لبنان. أهل الخليج العربي لن تخيفهم حفنة من المليارديرية من الآيات والملالي في إيران مغتصبي السلطات ومصدري الفتن والكوارث والمحن، ولن يخيفهم الخارجون على القانون في حزب الله، ولن يخفيهم حزب البعث الذي خنق سوريا وشعبها وجعل أعزة أهلها أذلة. وما يحصل لشعبنا البطل في سوريا أمر غير مقبول وغير مُبرَّر البتة في حديث من قلب زعيم دولة لها ثقلها على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ومن قلب زعيم دولة تفطر قلبه لهول المصيبة في سوريا، ولزعيم دولة يقول لشعبه: «أنا خادم لكم»، وليس دكتاتوريًا يريد أن يحكم شعبه بالقوة والحديد والنار، إنه أبو متعب حبيبنا وملكنا ووالدنا جميعًا الذي دائما نُصفِّق له على إنجازاته المتلاحقة في بناء دولة القانون والمؤسسات التي تحترم الإنسان وآدميته وحقوقه. أمر غريب ومحيّر، فالتاريخ ما زال يعيد نفسه؛ عندما قام حزب البعث ورئيسه السابق حافظ الأسد بقتل عشرات الآلاف من المسلمين في حماة، وجعل عاليها سافلها على رؤوس مسلمين ينادون بالعدالة وحقوقهم في وطنهم، والآن الرئيس الابن يُكرِّر ما فعله والده بحماة وغيرها من المدن والقرى السورية، وأكثر من ذلك في تحدٍ صارخ لمشاعر المسلمين والعرب وللرأي العام العالمي، ولجامعة دول عربية لم تُحرِّك ساكنًا بل إن أمينها العام الجديد يذهب إلى سوريا لكي يستجدي نظامها لوقف هذه الإبادة الجماعية التي لم تحصل في أي وقت من الأوقات، فما بالك في هذه الألفية التي لو عطس شخص في جنوب الكرة الأرضية لسمعه من يقطن في شمالها بسبب الاتصالات والتقنية الحديثة، التي عرت وما زالت تعري أي نظام يكبت الناس ويقمعهم ويعتم على تلك الإبادة الجماعية التي يندى لها الجبين؟!! فهذه الجامعة للدول العربية لا تُحرِّك ساكنًا لا في العراق ولا في سوريا ولا في الصومال، الذي يتعرض لموت جماعي بسبب المجاعة، ما الفائدة منها..؟! قلت هذا الكلام مرارًا وتكرارا بل طالبت بقفلها.. هل نحن -كعرب- ملزمون بتسديد نفقات ورواتب موظفين لا يقومون بأداء أعمالهم على الوجه المطلوب من أجل المحافظة على وظائفهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم..؟! ثم لماذا أمين عام الجامعة من بلد عربي واحد (مصر)، وفي رأيي أن هذا هو الذي أضعفها، لماذا لا يكون هناك تدوير مثلما يحصل في الاتحاد الأوروبي ومثلما يحصل في مجلس التعاون الخليجي؟!.. مصر بلد عزيز علينا وشعبه كذلك ولكن ليس من المنطق أن يكون أمين عام الجامعة على الدوام منها. نعود إلى نظام الحكم في سوريا المتمثل بحزب البعث الذي يتهم تارة جهات خارجية بزعزعة أمن واستقرار سوريا ثم استقر في الأخير، إلى جانب تلك الجهات الأجنبية، إلى أن هناك عصابات مُسلَّحة تزعزع أمنها الذي يحكمه نظام حكم بوليسي اسمه القيادة القُطْرِيّة لحزب البعث. فعندما تظاهرت مجموعة في حماة قلبها هذا الحزب الحاكم على رؤوسهم، وقتل عشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء بدم بارد؟! أين تلك العصابات المُسلَّحة والتي لم تخرج علينا ولم نعرفها إلا بعد أن طفح كيل الشعب السوري، وأراد الناس انتزاع حريتهم بأيديهم في مظاهرات يُردّدون فيها كلمة «سلمية»؟! إنهم ما يُسمون بالشبّيحة الذين دفع لهم النظام رواتب شهرية وأخرجهم من السجون من القتلة والمجرمين الذين يتلذذون بإراقة الدماء مع عناصر من حزب الله والإيرانيين والذين تم تدريبهم من قبل عناصر من حزب الله وعناصر من البسيج والحرس الثوري الإيراني المتخصصين في قمع كل من ينادي بالحرية، أو يتظاهر في إيران وإخراس أمير موسوي وأتباعه بعد أن فازوا بالانتخابات الرئاسية في إيران!!. ما يُسمون بالشبّيحة هم في واقع الحال هم من يحرسون حزب البعث في سوريا، وقد تم الزج بهم لكي يقتلوا الأبرياء من الضباط والجنود وعناصر الأمن الذين يرفضون إطلاق النار على أهلهم وناسهم، وبالتالي خلط الأوراق، فمن يتابع الإعلام السوري يجد المسؤولين عنه يجمعون الصحافيين الأجانب لكي يشاهدوا الشهداء من ضباط الجيش وأفراده الذين قتلهم النظام السوري بواسطة شبّيحته، إنهم بالفعل لا يستحوون، يقتلون القتيل ويمشون في جنازته. نخلص إلى القول إن ملكنا أبو متعب طفح كيله ونحن معه من هذا النظام، الذي يدوس على كرامة شعبه ويقتلهم عينك عينك بهؤلاء الخارجين على القانون من الذين يسمون بالشبيحة، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذه المصيبة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain