كما كان متوقعاً أعلن تأجيل الجولة الثالثة للمفاوضات السورية الاسرائيلية التي كان يفترض أن تستأنف اليوم وان تكون تلك الجولة مواصلة للمفاوضات التي أجريت بين سوريا واسرائيل في شيبردز تاون بويست فرجينيا في وقت سابق من الشهر الحالي. وكانت تلك المفاوضات لم تحقق تقدما يذكر وثار غضب سوريا بسبب رفض اسرائيل الالتزام بالانسحاب من مرتفعات الجولان التي استولت عليها في حرب عام 1967 بالشرق الأوسط. وتقول سوريا إن الانسحاب الاسرئيلي الكامل من الجولان شرط مسبق لاي اتفاق سلام بين الدولتين. غير أن اسرائيل تقول إنها تريد الا يتم تناول قضية الانسحاب من الجولان والحدود الجديدة بين البلدين إلا بعد تسوية القضايا الأخرى ومن بينها تطبيع العلاقات والضمانات الأمنية للانسحاب. وكان باراك قد قال في وقت سابق رداً على تكهنات بأن سوريا لن تحضر المحادثات ، إنه لن يضيره شيئاً إذا لم تبدأ الجولة القادمة من المفاوضات في موعدها. وصرح باراك للصحفيين في القدس بقوله إذا كان من غير الملائم بالنسبة للسوريين الحضور (إلى المفاوضات) الآن وأنهم في حاجة إلى الوقت فإنه يجب عليهم أخذ ما يلزمهم من الوقت, وسوف نأتي عندما تكون هناك مفاوضات . وقالت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي مساء الاثنين إن المسؤولين الاسرائيليين يعتقدون أن تأجيل المفاوضات سوف يستمر حتى أوائل الأسبوع القادم. وكان راديو دمشق قد قال في تعليق له قبل الاعلان عن تأجيل موعد المفاوضات إن تفادي قضية الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان يفقد أي جولة جديدة الجدوى المأمولة منها وهي الوصول إلى السلام الحقيقي . واتهم الراديو باراك بتحويل المفاوضات إلى متاهة من خلال الاعلان عن شيء وممارسة أشياء مختلفة. إلى ذلك قالت صحيفة سيريا تايمز التي تصدر باللغة الانجليزية إنه من غير المنطقي وضع العربة أمام الحصان وأنه من الخطأ تأييد فكرة التطبيع قبل إنهاء الاحتلال الاسرائيلي . غير أنه نقل عن مسؤولين اسرائيليين قولهم إن الهدف من نية سوريا في إرجاء المفاوضات هو الضغط على اسرائيل والولاياتالمتحدة. وزعم دافيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي لإذاعة اسرائيل صباح الاثنين بأنه يعتقد أن الاعلان السوري هو إجراء تكتيكي رغم أنه لا يستبعد احتمال أن يؤدي ذلك إلى احداث أزمة في المفاوضات. وقالت الإذاعة إن المسؤولين الاسرائيليين يعتقدون ان السوريين يريدون ممارسة ضغط على اسرائيل والولاياتالمتحدة لحملهما على سرعة بحث قضية الحدود الجديدة بين اسرائيل وسوريا خلال جولة المفاوضات القادمة. ولم يقل باراك مطلقاً صراحة ان اسرائيل سوف تنسحب من الجولان بالكامل. وإن كان قد أعلن السلام مع سوريا سوف يقتضي تنازلات مؤلمة . ويعارض الكثير من الاسرائيليين واستطلاعات الرأي تقول غالبية الاسرائيليين تسليم الجولان لسوريا، قائلين إن الهضبة الاستراتيجية التي تشرف على جزء كبير من شمال اسرائيل وتحتوي على مصادر مياه حيوية، هي في غاية الأهمية بالنسبة لأمن إسرائيل. وكانت سوريا قد أوضحت أن انسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان التي استولت عليها في حرب الشرق الأوسط عام 1967 يعد شرطاً أساسياً لاقامة سلام مع الدولة اليهودية. من ناحية أخرى ذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الاتحاد الأوروبي يود المشاركة في مفاوضات السلام الحالية بين اسرائيل وسوريا وخاصة فيما يتعلق بمسائل حقوق المياه والترتيبات الأمنية وخطوات بناء الثقة والتنمية الاقتصادية لمرتفعات الجولان. والتقى وفد من الاتحاد الأوروبي يقوم حالياً بجولة في المنطقة ، بالمسؤولين الاسرائيليين في القدسالمحتلة. كما التقى ليفي أيضاً بوزير الخارجية الأردني عبدالله الخطيب في القدس يوم الاثنين. دمشق تطالب بانسحاب إسرائيل من الجولان من جهتها وضعت سوريا شروطاً بضرورة انسحاب اسرائيل من الجولان مما حمل الحكومة الاسرائيلية على إعلان تأجيل الجولة الثالثة من المفاوضات السورية الاسرائيلية التي كان من المقرر عقدها الأربعاء (اليوم) في الولاياتالمتحدة. وأكدت الإذاعة الرسمية السورية في تعليقها اليومي الذي اذيع قبل اعلان تأجيل موعد الجولة أن سوريا تريد من اسرائيل قبول ترسيم الحدود السورية الاسرائيلية في الجولان استنادا إلى خط الرابع من حزيران / يونيو 1967 الذي كان قائماً قبل الحرب العربية الاسرائيلية لأن العكس سيفقد اي جولة تفاوضية جديدة الجدوى المأمولة منها . وجاء في التعليق اليومي أن المطلوب حالياً تقييم فعلي لما تم بحثه وتم التوصل إليه وما يستدعي اقرار الطرف الاسرائيلي بترسيم الحدود إلى خط الرابع من حزيران / يونيو عام 1967 . واضاف أن التنصل من هذا الاقرار أو المناورة بشأنه وعدم اعتباره جوهر عملية السلام يعرقل تحقيق اي تقدم في عمل بقية اللجان التفاوضية ويفقد أية جولة تفاوضية جديدة الجدوى المأمولة منها وهي الوصول إلى هدف السلام الحقيقي العادل والشامل ؟ وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود باراك مساء أمس أن موعد الجولة تأجل مضيفاً أنه لم يحدد موعد آخر. وأكدت الإذاعة الاسرائيلية العامة أن الولاياتالمتحدة أبلغت الدولة العبرية باستحالة عقد اللقاء في الموعد المحدد بسبب الموقف السوري. وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ألقت الاحد ظلالا من الشك على استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية في موعدها المحدد. ونقلت أنه خلال اتصال هاتفي الأحد بين وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت تحدث الجانب السوري عن الاستنتاجات التي يجب أن تتوصل إليها الأطراف المعنية قبل اتخاذ القرار بموعد الجولة القادمة . وتحدث المسؤولون السوريون عن مشاورات مكثفة بين الاطراف المعنية معتبرين أن اجتماع المجموعة المكلفة بالبحث في ترسيم الحدود يجب أن يسمح بتحقيق تقدم على الموضوعات الأخرى التي تعالجها مجموعات العمل وهي المياه والأمن وتطبيع العلاقات. وذكروا بأن مهمة لجنة ترسيم الحدود التي شكلت ابان المفاوضات السورية الاسرائيلية في شيبردز تاون هي تثبيت خط الرابع من حزيران / يونيو 1967 وليس اعادة التفاوض حول موضوع الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان. وأفاد دبلوماسي غربي في دمشق أن استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات رهن ب نجاح الجهود الأمريكية في انتزاع تعهد من الاسرائيليين بالانسحاب إلى خط الرابع من حزيران / يونيو . وتصر سوريا على الانسحاب الكامل من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 في حين تطالب اسرائيل بان يتم أخذ اعتباراتها الأمنية في اطار أي انسحاب. وأكدت صحيفة البعث السورية الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم حرص سوريا الأكيد على متابعة مفاوضات السلام في اطارها الصحيح لكي يكون بالامكان الوصول بالمنطقة إلى سلام يقوم على العدل والشمولية . وأضافت الصحيفة أن اسرائيل كالعادة تريد أن تحصل على كل شيء دون أن تقدم ما هو مفترض بل أساسي وعلى هذا فقد كان الاتصال الهاتفي الأحد بين وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ونظيرته الأمريكية مادلين أولبرايت. وكانت الجولة الثانية من المفاوضات انتهت في العاشر من كانون الثاني / يناير الماضي (فيرجينيا الغربية) وتقرر عقد الجولة الثالثة اليوم الاربعاء التاسع عشر من الشهر نفسه. وقد تشكلت خلال الجولة الثانية من المفاوضات أربع مجموعات عمل غير أن اللجنة المعنية بترسيم الحدود لم تجتمع إلا لفترة وجيزة من دون أن تتوصل إلى اي تعهد من جانب اسرائيل حول مصير الجولان. سوريا تعلن تمسكها بالسيادة على مواردها المائية وبالنسبة لموضوع المياه جددت سوريا تمسكها بالسيادة الكاملة على مواردها المائية وبمبدأ الأمن المتكافىء وذلك في محاولة جديدة لقطع الطريق على الحكومة الاسرائيلية التي قادت الجولة الثانية من المفاوضات السورية الاسرائيلية إلى الاخفاق بسبب رفضها المشاركة بلجنتي ترسيم الحدود والمياه . وجاء التأكيد في مقال افتتاحي في صحيفة تشرين الحكومية قبل ايام قليلة من موعد انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات السورية الاسرائيلية في الولاياتالمتحدة المقرر لها مبدئياً. وشددت الصحيفة القول سوريا متمسكة بالسيادة الكاملة على مواردها المائية وبمبدأ الأمن المتكافىء . وقالت تشرين إن الوفد الاسرائيلي قد تهرّب خلال الجولة الثانية من لجنتي ترسيم الحدود والمياه مما دفع الجانب السوري إلى تعليق مشاركته في جميع اللجان وعلى تأكيد حقائق لا يمكن بأي شكل من الأشكال القفز فوقها وهي أن الانسحاب الاسرائيلي الكامل إلى ما وراء خط الرابع من حزيران / يونيو/ يشكل العنصر الأساسي في عملية السلام . واضافت الصحيفة سوريا معنية بسلام عادل ومشرف يعيد الأرض لأهلها وأصحابها ولا ينتهك من قريب أو بعيد مقومات السيادة السورية على الأرض أو ينال من كرامة سوريا وعزتها . وأضافت لا يمكن بأي حال من الأحوال توفير الأمن الاسرائيلي على حساب الأمن السوري والأمن اللبناني . من جهتها ذكرت صحيفة سيريا تايمز الناطقة باللغة الانجليزية أنه من غير المنطقي وضع العربة قبل الحصان وقالت إن اصحاب فكرة التطبيع قبل التوصل إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي هم بلا شك مخطئون . وأضافت ان الجولة الثالثة المقرر عقدها مبدئياً في 19 كانون الثاني / يناير/ الحالي (اليوم الأربعاء) ستكون بمثابة فرصة جديدة لحكومة باراك لاثبات مصداقيتها وجديتها في اطار السعي الحالي للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع العربي الاسرائيلي. تحرك فرنسي لدعم السلام وفي تحرك اعتبر دعما لجهود تحقيق السلام في الشرق الاوسط وصل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين إلى القاهرة مؤكدا ان فرنسا مستعدة للمساهمة في ترتيبات امنية في طار اتفاقات سلام اسرائيلية سورية واسرائيلية لبنانية. وفي ما يتعلق بمفاوضات السلام بين لبنانوسوريا من جهة واسرائيل من جهة ثانية قال فيدرين الذي وصل الى القاهرة مساء الاحد لاجراء محادثات حول عملية السلام ان فرنسا اعلنت انها مستعدة لتقديم ضمانات في هذا الخصوص. لكنه اضاف ان هذا الطلب يجب الا يأتي من طرف واحد بل يجب ان يكون جزءا من اتفاق سلام. وقد التقى فيدرين الرئيس المصري حسني مبارك صباح يوم الاثنين يشار الى ان وثيقة العمل التي سلمها الرئيس الامريكي بيل كلينتون الأسبوع الماضي في شيبردزتاون الى كل من رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع تنص على اقامة محطة انذار مبكر على جبل حرمون. وتطالب اسرائيل بحسب هذه الوثيقة ب وجود اسرائيلي فعلي في هذه المحطة فيما تتحدث سوريا عن محطة تشغلها الولاياتالمتحدةوفرنسا تحت رعايتهما ومسؤوليتهما الكاملة. وقد نشرت صحيفة السفير اللبنانية السبت التعديلات السورية على وثيقة العمل الامريكية وتنص التعديلات بصراحة على ان تتولى اطراف ثالثة يتم الاتفاق عليها لاحقا (وليس الولاياتالمتحدةوفرنسا حصرا كما ورد في النص الامريكي) تشغيل محطة انذار مبكر ارضية تقام على جبل الشيخ لمدة خمس سنوات مؤكدة على تواجد ضباط ارتباط سوريين مع طواقم تشغيل هذه المحطة . دعم أردني للفلسطينيين وفي تحرك اردني وصل وزير الخارجية الاردني عبدالاله الخطيب يوم الاثنين الى اسرائيل حاملا رسالة شفوية من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى كبار المسؤولين الاسرائيليين تتعلق بتطورات المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والسورية الاسرائيلية. واجرى الخطيب مباحثات في اسرائيل مع رئيس الوزراء ايهود باراك والرئيس عازر وايزمن بالاضافة الى نظيره الاسرائيلي ديفيد ليفي تتمحور حول وسائل التغلب على العقبات التي تعترض مسارات التفاوض السورية والفلسطينية، حسب المصدر نفسه. وكان الخطيب اجرى يوم الاحد في عمان مباحثات مع وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه تم خلالها بحث قرار اسرائيل تأجيل انسحابها من الضفة الغربية الذي كان مقررا الخميس (غدا). واعتبرت الاوساط السياسية في عمان زيارة الخطيب لاسرائيل بمثابة وساطة اردنية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية اثر اتخاذ ذلك القرار. وكان عبد ربه صرح للصحافيين في ختام مباحثاته مع الخطيب ان السلطة الفلسطينية تعتبر القرار الاسرائيلي أمرا مخالفا لما تم الاتفاق عليه ويجب على اسرائيل تنفيذ الاتفاقيات في موعدها حيث انه لا يوجد ما ينص على تأجيل الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية الى منتصف الشهر القادم . واكد الخطيب من جهته ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يبذل جهودا متواصلة لتذليل الصعوبات التي تواجه المسار الفلسطيني . وكان مكتب باراك اعلن السبت ان باراك قرر تأجيل المرحلة الثالثة من الانسحاب المقررة الخميس (غدا) وفقا لاتفاق شرم الشيخ الموقع بين الجانبين في الخامس من ايلول/ سبتمبر 1999. واوضحت رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي ان باراك يريد اولا ان يستمع الى ما سيقوله رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات اثناء لقائه في واشنطن مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون قبل تحديد المنطقة التي سيتم الانسحاب منها . ورأى عبد ربه ان قيام اسرائيل بتأجيل الانسحاب هو محاولة منها لكي يصبح لقاء واشنطن المرتقب لقاء حول قضايا تم الاتفاق عليها وليس لقاء حول قضايا ينبغي التوصل الى اتفاق بشأنها في المستقبل . واشار متحدث رسمي اسرائيلي السبت الى انه وبموجب اتفاقات مرحلية بين الطرفين، فان للدولة العبرية الحق في ارجاء انسحابات جيشها لمدة ثلاثة اسابيع . وكان الاسرائيليون والفلسطينيون اكدوا في الرابع من كانون الثاني/ يناير اجراء الانسحاب بموجب اتفاق شرم الشيخ الموقع في الخامس من ايلول/ سبتمبر 1999. وفي هذا السياق ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيحمل الى الرئيس الامريكي بيل كلينتون في لقائهما بواشنطن الخميس (غدا) افكارا جديدة لانجاز اتفاق الاطار بمفاوضات الوضع النهائي المفترض ان يتم في 15 فبراير القادم وفقا لمذكرة شرم الشيخ. وقالت المصادر ان عرفات سيقترح اجراء مفاوضات وصفتها بأنها ماراثونية للتوصل الى الاتفاق المذكور في موعده المحدد. وكان السيد ياسر عبدربه وزير الاعلام ورئيس الفريق الفلطسيني المفاوض قد اجرى لقاءات في القاهرةوعمان اطلع خلالها المسئولين في مصر والاردن على نتائج جولات المفاوضات السابقة مع الاسرائيليين وقال ان الجانب الاسرائيلي يتعمد وضع العراقيل وطرح مواقف لا علاقة لها بمرجعية المفاضات او بقرارات الشرعية الدولية. وكان الرئيس ياسر عرفات قد استقبل في رام الله ارون ميير مساعد المنسق الامريكي لعملية السلام واطلعه على اخر تفاصيل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بالاضافة الى انه تباحث معه حول ترتيبات زيارته المرتقبة لواشنطن. ويقول مراسل وكالة الانباء القطرية في مناطق السلطة الفلسطينية انه وفي مقابل التحرك الامريكي والاردني والفلسطيني والمصري والاوروبي يتجمد الموقف الاسرائيلي عند نقطة اللامبالاة والاستمرار في سياسة تنفيذ الخطط على ارض الواقع تماما كما كان الوضع عليه خلال الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة نتنياهو والتي كان زوالها مؤشرا زائفا على انفراج في عملية السلام هنأ به الكثيرون بمجيء باراك للسلطة. وينتهز الاسرائيليون الرغبة العارمة للادارة الامريكية ورئيسها كلينتون في انجاز كبير على صعيد عملية السلام قبيل انتهاء ولايته نهاية العام الحالي,, فمحاولة اللعب على المسارات التي يقوم بها باراك تبدو مثمرة لدى الجانب الاسرائيلي مع استئناف المفاوضات مع سوريا ورغبة كلينتون المتلهفة على انجاز تاريخي بالتوصل الى اتفاق سلام على هذا المسار برعاية امريكية ومباشرة من جانبه. ومن المؤكد ان عرفات سيبحث في واشنطن خطورة هذه المحاولة ولا يفتأ المسئولون الفلسطينيون يكررون التأكيد على ان جوهر الصراع في الشرق الاوسط ومفتاح الحل والتوصل الى سلام دائم وشامل هو في نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة واولها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.