لا يخفي القادة السياسيون والعسكريون تخوفهم من تكرار هزيمتهم عام 1996 1997م في الشيشان بعد ان استدرجهم المقاتلون الشيشانيون الى معارك حرب عصابات حيث يختار شيشانيون موقعا او اثنين ويهاجمونه موقعين خسائر كبيرة بين الجنود الروس وبعد ان يسيطروا على الموقع او المدينة ينسحبون منها تاركين الروس منشغلين في تفقد قواتهم وعد قتلاهم واخلاء جرحاهم، وقد لاحظ المتابعون ان المعارك التي شهدتها مدن ارغون وشالي وغوديرمس وفيدينو، اظهرت قدرة المقاتلين الشيشانيين على فرض اسلوبهم القتالي على الجيش الروسي الذي اصبح بجنوده مائة ألف رهين هذه الاستراتيجية التي تتناسب مع امكانية وقدرة المقاتلين الشيشانيين الذين يتميزون بسرعة الحركة وسرعة التنقل. فبعد ان تسارع القوات الروسية الى التدفق الى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون الشيشانيون وتبدأ في دخول المدينة وتمشيطها من شارع الى آخر، تجد ان المقاتلين الشيشانيين قد تركوا الموقع او المدينة تاركين للروس منازل مهجورة او اطلالا وبقايا منازل دكتها المدفعية الروسية وهذا ما حصل امس الخميس في مدينة لفدينو حيث مولادي اودوتخوف المسؤول الشيشاني في حديث هاتفي مع إحدى وكالات الانباء عن تطويق المظليين الروس للمدينة وانهم بدأوا في خوض حرب شوارع قبل مغادرة المقاتلين الشيشانيين للمدينة. واضاف ان المقاتلين الشيشانيين هاجموا مجموعات من المدرعات الروسية بالقرب من ارغون وشالي وغوديرمس مشيرا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية. عمليات حرب شوارع في أرغون من جهته أعلن الجيش الروسي استعادة كامل السيطرة على ارغون وشالي وغوديرمس التي هاجمها المقاتلون الشيشان واستعادوها جزئيا في الايام الماضية. إلا ان شبكة التلفزيون الروسية ان تي في اشارت الى وجود معاقل للمقاومة الشيشانية في ارغون وشالي. واعلنت وزارة الداخلية الروسية ان عمليات حرب شوارع جارية في ارغون وشالي مع التحقق من كل منزل في اطار التكتيك الجديد الذي اعلنته موسكو والذي يقوم على تعزيز الأمن في المناطق المحررة. وافادت تقارير اخبارية بأن القوات الروسية والمقاتلين المسلمين في الشيشان يعيدون تنظيم صفوفهم استعدادا لشن هجمات جديدة. وقال مسؤولون في الجيش الفدرالي لوكالات الانباء الروسية ان المقاتلين الشيشان يتجمعون في منطقة شاروي تحسبا لهجوم روسي كبير على قواعدهم في التلال. من جانبها استعدت القوات الحكومية لصد هجمات المقاتلين على بلدتي اوروس مارتان واتشخوي مارتان الجنوبيتين. وقد بدأت وحدات روسية اخرى عمليات في المنطقة عقب الهجوم المضاد المدمر الذي شنه الثوار الشيشان الى الشرق من العاصمة جروزني هذا الاسبوع. وبعد يومين من القتال العنيف فرضت القوات الروسية حصارا محكما حول ارجون وشالي المخربتين الى الشرق والجنوب الشرقي من العاصمة جروزني، وبدأت حملة موسعة من عمليات التفتيش والتثبيت من اوراق الهوية. الثوار الشيشانيون في الجبال وبينما يعتقد ان غالبية المهاجمين الثوار المقدر عددهم بحوالي 1500 ثائر قد انسحبوا الى المناطق المرتفعة في الجنوب، يعتقد ان عشرات الشيشان مازالوا يتحصنون في مواقع استراتيجية وربما يكون آخرون يختبئون وسط السكان المدنيين. وكان المقاتلون الشيشان قد بدأوا الهجوم المضاد يوم الاحد الماضي في تحرك يبدو ان المقصود به تخفيف الضغط عن جروزني، حيث تشتبك القوات الروسية في معارك مع الثوار على مدار الاسبوعين الماضيين. وتشير التقارير الواردة من الجمهورية القوقازية الى ان ما لا يقل عن ستين جنديا روسيا لقوا مصرعهم في الهجوم الذي قام به الثوار مؤخراً بينما جرح عدد يفوق ذلك من الجنود الروس. تكتيك جديد للقوات الروسية وذكرت القيادة الشيشانية ان الهجوم المضاد المفاجئ يأتي اظهارا للتكتيكات التي ستستخدم في مناطق اخرى تحتلها القوات الروسية ما لم توافق موسكو على عقد محادثات سلام. وقد حاولت القوات الروسية استعادة المكاسب التي حققها الثوار الإسلاميون في جمهورية الشيشان يوم الثلاثاء بعد ان شن الثوار غارات خاطفة على مدن واعترفت موسكو بأنها ارتكبت أخطاء في حملتها التي بدأت منذ نحو اربعة اشهر. وقال مسؤولون عسكريون ان القوات الروسية صدت هجوم الثوار في بلدة رئيسية في المناطق المنخفضة من الشيشان كان الروس قد استولوا عليها منذ اسبوعين لكن الثوار شنوا هجوما مباغتا عليها أوائل الأسبوع. الإعلام الروسي يستعيد هزيمة 96م وهاجمت الطائرات الحربية والمدفعية الروسية مناطق يسيطر عليها الثوار لكن الغارات الأخيرة للثوار جعلت وسائل الاعلام في موسكو التي تستعد لحملة انتخابات رئاسية تطغى عليها حرب الشيشان تبدأ عمل مقارنات مع حملة الشيشان السابقة التي انتهت الى كارثة لروسيا في الفترة بين عامي 1994 و1996. وقال وزير الدفاع ايجور سيرجييف بعد اجتماع مع القائم بأعمال رئيس الدولة فلاديمير بوتين انه امكن استعادة السيطرة على الوضع في الشيشان. وقال في تصريحات أذاعها التلفزيون الوضع تغير تغيرا كاملا وتم مد المنطقة الأمنية . واضاف قوله انه على الرغم من الانتكاسات فان القوات الروسية ستواصل في الأغلب استخدام نفس الأساليب السابقة في الشيشان لكن مقترحات جديدة للحملة نوقشت ووافق عليها بوتين الذي ترتبط شعبيته بالحملة. وقالت محطة تلفزيون (ان تي في) الحاصة في نبأ لها من شالي وهي بلدة رئيسية شرقي العاصمة الشيشانية المحاصرة جروزني ان القوات الروسية طوقت البلدة واخضعتها لسيطرتها، وكان الثوار اقتحموا صفوف الروس في شالي يوم الأحد. واعترف قائد عسكري روسي لتلفزيون (او, ار, تي) في ساعة متأخرة من أمس الأول ان الهجمات المضادة للثوار ربما تسببت في تغيير في تكتيكات روسيا وقال انه ارتكبت أخطاء. اجتماعات مكثفة في الكرملين وقال اجرينا مناقشة هامة وخلصنا الى النتائج الضرورية, واعتقد انه في المستقبل لن تحدث أخطاء كهذه, وتبعا للموقف فان التكتيكات ستتغير بالشكل المناسب . وتعهد الثوار الشيشان بشن حرب ضد أهداف تسيطر عليها القوات الروسية في الشيشان. ونشرت صحيفة نيز افيسيمايا جازيتا موضوعا متشائما. وقالت مشيرة الى الحرب الأولى التي انتهت بانسحاب مهين للقوات الروسية من الشيشان للمرة الأولى تذكر الحرب الجديدة بأحداث الفترة بين عامي 1994م و1996م . ويدين الرئيس الروسي بالانابة فلاديمير بوتين في شعبيته الى النجاح النسبي حتى الآن لعملية الشيشان التي بدأها لكنه يعلم ان الانتكاسات المتزايدة يمكن ان تقوض تقدمه في حملة انتخابات الرئاسة. ونفى كازانتسيف أي علاقة بين العملية العسكرية وسباق الانتخابات في روسيا. ونقلت وكالة أنباء ايتار تاس عنه قوله انه لهراء الاعتقاد بأن هناك صلة بين الانتخابات وعملية الشيشان وقال كازانتسيف ايضا ان الحملة العسكرية ستكتمل قبل انتخابات 26 مارس/ آذار. الثوار يستعيدون السيطرة على أجزاء كبيرة من جروزني وقالت وكالة الأنباء الروسية ان الثوار استعادوا السيطرة على معظم العاصمة جروزني ونقلت تقارير متضاربة حول الجانب الذي يسيطر على بلدتي ارجون وشالي القريبتين من العاصمة, وارجون بلدة أخرى يسيطر عليها الروس هاجمها الثوار,وقال تلفزيون ان تي في ان ما بين 50 مقاتلا شيشانيا و 150 لقوا حتفهم في معارك شالي في حين قتل مابين خمسة جنود روس و15 جنديا, وقالت تقارير رسمية ان ثمانية جنود قتلوا وجرح اربعة في قتال شالي. ونقلت قناة ان تي في عن ضابط روسي قوله ان القوات الروسية التي تخضع لضغوط من موسكو لتحقيق تقدم سريع فشلت في القيام بعملية سيطرة كاملة لبلدتي ارجون وشالي ولبلدة جوديرميس القريبة عندما دخلت هذه البلدات اول مرة مما جعلها عرضة للهجوم. واضاف قوله ان القوات الروسية لن ترتكب مثل هذه الأخطاء مرة أخرى. ونقلت وكالة ايتار تاس عن مصادر في موزدوك القاعدة العسكرية الرئيسية للقوات الروسية في المنطقة والتي تقع خارج الشيشان مباشرة قولها: ان عملية سيطرة ثانية ستنفذ بدقة خاصة. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن مصادر روسية في موزدوك قولها ان الاعداد الكبيرة من المدنيين المحاصرين في جروزني يعرقلون جهودهم لطرد الثوار, ونسبت الى المصادر قولها: الوضع معقد بسبب الاعداد الكبيرة للمدنيين الذين مايزالون في المدينة. وكانت محنة المدنيين الباقين في جروزني الذين تتراوح تقديرات عددهم بين عشرة آلاف واربعين الفا ومعاناة نحو 300 الف لاجىء يعيشون في مناطق مجاورة قد اثارت انتقادات شديدة للحملة الروسية من قبل الدول الغربية والإسلامية. رفض روسي لعرض مسخادوف في غضون ذلك رفضت روسيا محاولة جديدة من الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف لاجراء مفاوضات بين الجانبين وقالت ان حملتها العسكرية ضد الثوار المسلمين سوف تستمر بلا مهادنة, واعلنت موسكو ايضا مسؤولية الشيشان عن الانفجارات التي اسفرت عن مصرع اكثر من 300 شخص في روسيا الخريف الماضي. وصرح وزير الدفاع ايجور سيرجييف بأنه لن يكون هناك اي وقف للقتال ضد المتمردين في الشيشان, ورفض سيرجييف نداء من مسخادوف للدخول في حوار سياسي بشأن مستقبل الجمهورية الثائرة قائلا: ان الحملة سوف تستمر حتى نهايتها وفقا لتعليمات الرئيس الروسي بالانابة فلاديمير بوتين. واكد سيرجييف انه سيتم الاستيلاء على العاصمة الشيشانية جروزني ان عاجلا او آجلا, وكان زحف القوات الروسية قد اخذ في التباطؤ لدى وصولها الى مشارف المدينة في اواخر ديسمبر الماضي. وكان سليم عبدالمسلموف المتحدث باسم مسخادوف قد صرح في وقت سابق بأن كافة المشكلات يتعين حلها سلميا، محذرا من ان الوضع ربما يخرج عن نطاق السيطرة في حالة ارتفاع عدد القتلى من المدنيين وعندها لن تجدي المفاوضات في منع حرب عصابات ضد القوات الروسية. في غضون ذلك صرح سيرجي ايفانوف رئيس مجلس الامن القومي الروسي بان مسئولية الشيشان عن سلسلة التفجيرات التي قتلت اكثر من 300 شخص في ايلول/ سبتمبر الماضي ثبتت بصورة مؤكدة. وسائل الإعلام الروسية تتهم المخابرات ووصف تكهنات وسائل الاعلام بان اجهزة المخابرات الروسية هي التي دبرت التفجيرات لتقديم ذريعة لغزو الشيشان بانها خيال صحفي جامح , وذكر ايفانوف انه تم استخدام نفس النوع من المتفجرات في جمهورية اوزبكستان العام الماضي في المحاولات الفاشلة لاغتيال الرئيس اسلام كريموف, يذكر ان 19 شخصا لقوا مصرعهم في تلك المحاولات,واضاف المسئول الروسي انه ليس لديه اي ارقام بشأن عدد الاشخاص الذي قتلوا في الهجمات الجوية والمدفعية الروسية المستمرة ضد الشيشان منذ اكثر من ثلاثة اشهر,من ناحية اخرى تصاعد التوتر بين روسيا وجارتها جورجيا عقب زعم حكومة جورجيا بان قواعد الجيش الروسي في القوقاز تبيع السلاح والذخيرة للمتمردين الشيشان, وقد رفض وزير الدفاع الروسي بشدة تلك المزاعم التي اثارها زوراب شفانيا رئيس برلمان جورجيا يوم الثلاثاء. وكانت موسكو قد اتهمت جورجيا بمساندة المقاتلين الشيشان والسماح لهم بعبور اراضيها بحرية.