سمي بذلك لأنه يسم الأرض سهلها ووعرها بسمات من النباتات التي لم تكن مألوفة للناس, فتنبت الأرض أنواعاً من الزهور والورود والرياحين وما تأكله البهائم, وما اعترف الناس على أكله,, وقد سألت أحد العامة,, لماذا الاهتمام ببروج الوسمي ومنازله خاصة لدى أهل نجد,, قال يعتقد الكثيرون أن الوسم مختص فقط بنبات الفقع وظهوره,, لكن المعروف أن مطر الوسم تنبت الأرض بسببه أنواعاً من النباتات التي لا يعرفها حتى كبار السن,, وتذكرت قوله تعالى: (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) وطابقت بين إشارة الآية الكريمة (بجنات),, وبين كلام هذا العامي,, فأدركت صدقه,, لان الآية وصفت ما ينبت في الأرض وقت الوسم بأنه جنات فجاءت الكلمة غير معرفة للدلالة على الإيهام,, وعدم الحصر,, كما يقال الناس يعيشون في نعم,, فهي غير محصورة, ولكن الأراضي تتفاوت في نوعية الإنبات فكل أرض لها ما يناسبها,, وما تتقبله طينتها,, لكن الأرض بمجملها تلبس حلة قشيبة بهية متعددة الألوان وقت الوسم. والذين عايشوا هذه المظاهر الوسمية,, يعرفون غالب هذه الأشجار والزهور وأبرز ذلك في نجد,, فصيلة الأفاويد العطرية,, كالقرفاص والبسباس والحزا,, وهناك الأعشاب المختلفة,, والأشجار ذوات الزهور الفواحة كالعرفج بزهره الأصفر الجميل,, والبعيثران والشيح,, والحمصه وما شابه ذلك, وأذكر صديقاً له طريقة غريبة في جمع هذه الزهور عندما تتزين الأرض بها في الوسمي,, ويصنع منها بهارات يضعها مع الأكل وقد اشتهر بهذه البهارات البرية حتى التصق بها اسمه بين الأصدقاء وهو يجمع أكياساً كثيرة من الباغات السود الكبيرة, وييبسها ثم يجمعها ويطحنها ويضيف إليها من البهارات لدى العطارين ما يشاء. كما أن العطارين والمهتمين بالأدوية الشعبية يجمعون الكثير من غرائب الأعشاب وقت الوسمي لتركيب الأدوية منها,, ومن العجيب أن هناك شجرة منفرشة تنبت في الوسم يجتمع عندها الذبان يسمونها فراش الذبان,, وهي لونان بين الأحمر والأصفر والأخضر,, وذات أوراق صغيرة مدورة, أما النفل فهو أشهر النباتات الوسمية التي تملأ الجو عطراً,, وكذلك الخزامى, وأنواع كثيرة تنبت مع مطر الوسم,, ولذلك فإن الناس إلى جانب جني الفقع يستأنسون بالجلوس وسط تلك الرياض الجميلة,, ويقضون وقتاً طويلاً.