** حضرَت فنون الكرة بإثارتها ومتعتها وسط كرٍ وفرٍ على أرضية درة الملاعب الخضراء,, بين الهلاليين والنصراويين,, الكل استمتع بقمة كروية سعودية,, عربية,, آسيوية إلا أن فتنة الحفل برأيي كان العالمي سعيد بلقولة,,! فهذا الرجل المغاربي الأصيل شرب التحكيم وقدم عصارة جهده وتاريخه على أروع استاد كرة في الوطن العربي والقارة الآسيوية,, كان أشبه باستشاري بارع في تشخيص الداء وإعطاء الوصفة حتى للأعراض الكاذبة كان يعطي بلاسيبو وهو الدواء الذي يمنح إرضاءً للمريض الذي لا علة له طبياً,, وأعني بذلك أنه برع حد الأستاذية في مبدأ إتاحة الفرصة وقمع محاولات التمثيل والسقوط اللامبرر للاعبي الفريقين,, تمركز جيداً في الميدان,, قام بتوزيع جهده الذهني اولاً ثم البدني على مدار الشوطين,, وشحذ هممه وجل تركيزه في الإضافي,, نجح في تقديره للأخطاء في غالبها الأكبر,, كان قريباً من الكرة واللاعبين لكنه لم يتداخل في اللعب,, أجاد تحضير نفسه وذاته قبل المباراة,, وضع خطة إدارة ناجحة للمباراة ليظفر بالنجاح وإعجاب المحايد ,, حتى الخطوات القانونية أثناء الأخطاء رصدها بنجاح باهر,, كانت صافرته مسموعة,, حاضرة,, لم ترتعش أو ترتجف عند رؤية الخطأ والإعاقة لذلك جاءت قراراته سليمة وخرج بأقل,, أقل,, أقل الأخطاء لأنه كان شجاعاً ولم يخش لومة اللائمين لأنه قصد الحق والعدل,, بلغت شجاعته ذروتها عندما أطلق صافرة حاسمة,, وحادة,, هزت جنبات الاستاد,, لم تكن مترددة ابداً لأنها كانت صائبة في احتساب أخطر وأصعب قرار في البطولة ليقرر ركلة جزاء هلالية ويشير بثقة الأستاذ والخبير إلى علامة الجزاء,. أتدرون لماذا نجح بلقولة,, لأنه ببساطة طبّق قانون كرة القدم وهو بالمناسبة قانون واحد في أرجاء المعمورة لايختلف بعوامل جغرافية أو حضارية,, نجح أيضاً,, لأنه لم يبحث عن قانون جبر الخواطر او الحسابات الخاصة أو سددوا وقاربوا أو وصّلها للبلنتيات واللي يفوز,, يفوز ! بل أدار المباراة واضعاً في المقام الأول الأمانة,, النزاهة,, وسمعته كرجل أولاً ثم كحكم ادار نهائي القرن بين أعظم فريقين يلعبان الكره عالمياً فرنسا والبرازيل,. هذا هو الفرق بين بلقولة وبينهم ؟! ! لن أقول كما قال الشتالي والحربان,, أو حتى النصراويون,, لكنني سأذكر ملاحظة وحيدة على العالمي أو البروف وهي الاختصار لكلمة بروفيسور بلقولة,, وهي تتمحور على عدم براعته تماماً في استعمال البطاقات الصفراء وفي مثال على ذلك عدم منحه للاعب النصراوي إبراهيم ماطر إنذاراً لإعاقته عمر الغامدي وقد نجد العذر لحكمنا العالمي إذا ما نظرنا الى روح القانون. ولعلي اجدها مناسبة للتذكير هنا,, بأن حكم مباراة فرنساوالبرتغال في Semi Final في يورو 2000 استعان بمساعده الأول لاحتساب ركلة جزاء واضحة منع كرة باليد على مدافع البرتغال والتي سجل منها زيدان الهدف الذهبي للديوك,, في قرار اعتبر شجاعاً للحكم ومساعده,, فما بالنا هنا وبلقولة العالمي يحتسب بمتابعته ورؤيته وحضوره المتميز أخطر وأصعب قرار يحدد مجرى بطولة بأكملها,. انه لعمري قمة الشجاعة والإقدام اخيراً,, هنيئاً لنا كعرب بهذا الرجل المغربي الشجاع وهذا الحكم العادل والرائع,, سعيد بلقولة,,ودعوة لجميع حكام العرب وآسيا بدءاً بأبي جسيم الإماراتي وحكامنا الأعزاء ان يقتدوا بفهم وشجاعة وحضور وعلم وفكر العالمي,, واستشاري التحكيم العربي الأول بلقولة ليبقى هامة ممشوقة في سماء التحكيم العربي والعالمي. * فاصلة ** القدوة الحسنة خير من الوصية .