في اليوم الرابع من أيام عيد الفطر المبارك وقد تجلت الشمس في مدينة الرياض وصار كل شيء يوحي بالأجواء الربيعية، رأيت أن أقوم بجولة في جانب من جوانب العاصمة فوقع الاختيار على المقر الجديد للنقل البري الواقع على الضلع الجنوبي من الطريق الدائري بمدينة الرياض، فما إن دلفت لبوابة القادمين حتى كدت لا أصدق من الدهشة أن هذا هو المكان الذي قصدته، إذ كنت في بادىء الأمر أتصور شيئاً آخر فإذا أنا أترجل في ساحات وصالات تضاهي الكثير مما لدى العالم المتقدم من أماكن أعدت للرحلات الجوية ومحطات القطار، فالمبنى روعة في التصميم والتنظيم والتأثيث تدخله فيأسرك بجماله فلا تريد مغادرته حتى تقابل هذا وتسأل هذا وبودك لو تستعلم الكل عن كل ما يقع أمامك بدءاً من الصالات المخصصة لقدوم ومغادرة المسافرين مروراً بالدور العلوي وجنبات المبنى الداخلية حيث تنتظم مكتب السفريات بشكل يوحي بروعة التنظيم ودقة الترتيب إلى جانب المطاعم ومحلات بيع الهدايا. إن من يدخل المبنى لأول وهلة يعجز عن تصور أن يكون هذا للمسافرين عن طريق الخطوط البرية وحسب، فهو في حجمه وشكله يوحي بأكثر من ذلك، لكن إذا عرفنا الرجل الذي يقف وراء هذه المشاريع العملاقة في العاصمة الرياض زالت دهشتنا، فالأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أعطى العاصمة ومحافظات المنطقة، بل وقراها والهجر كل وقته واهتمامه كان حريصاً على نتاج جهده، فأنتج أعمالاً تضاهي ما لدى العالم المتقدم ممن سبقونا بعشرات السنين وهو الذي قام بافتتاح هذا المبنى منذ وقت قريب ولا بد أن الجميع شاهده واستمع لحديثه وأعجب بآماله وطموحاته. إن هذا المشروع العملاق يعتبر من المعالم البارزة في مدينة الرياض والذي لا بد أن يشد زوار المدينة وسكانها فهو اضافة مضيئة إلى جانب المواقع الأخرى في العاصمة إذ سبق أن أنشأت شركة الرياض للتعمير في وسط البلد أسواقا تجارية وسكنية على أفضل طراز وأجمله، والحقيقة أنني وأنا اتجول داخل الصالات وبين المسافرين حاولت أن أجد ملاحظات يمكن التنويه إليها لكنني خرجت دون أن أعثر على شيء ذي بال وإن كان لا بد من اضافة فلربما يكون هناك حاجة لزيادة دورات المياه نظراً لكثافة المسافرين وأيضاً منع التدخين داخل الصالات لما ينتج عنه من الضرر لغير المدخنين وكذا اضافة عدد من التحسينات للمواقف وما حولها كأسواق بيع الجملة الواقعة جنوب المبنى ووضع بعض الشتلات داخل الصالات وزراعة بعض المساحات الخارجية أما ملاحظاتي الأخرى خارج موقع هذا المشروع الكبير والتي لا علاقة لشركة الرياض للتعمير بوجودها فهناك أشياء تؤثر حقيقة على مرتادي الأسواق الجديدة ومحطة السفريات ولها علاقة بنظافة البيئة وصحة السكان هناك ولا بد أن الجهات المعنية تخطط لنقلها إلى أماكن أكثر ملاءمة وبعداً عن المدينة وما نرجوه هو التسريع بنقلها ولاسيما أن الجهة الجنوبية من الرياض غدت الآن محط اهتمام المستثمرين ورجال الأعمال لكونها واقعة على الخطوط السريعة وتخدمها عدة طرق بالإضافة إلى توفر فضاءات تسمح بإقامة مبانٍ استثمارية وربما لو جرى تحديث شارع البطحاء فستغدو هذه الجهة جوهرة يتنافس رأس المال لامتلاكها ومن لم يجزم بما قلته فعليه أن يرى بنفسه فليس الخبر كالعيان.