تابعت ما كتبه الزميل الكاتب عبدالله الكثيري حول ما يُنشر عن الخطوط السعودية في العدد رقم 14935 يوم الاثنين 12 شوال 1434ه، حيث سررت بأن وجدنا أحد كتّابنا ينصف هذا الصرح وينظر إليه بنظرة تفاؤل وإبراز «الإيجابيات والتغاضي عن السلبيات فالكمال لله وحده، ولا شك أن كل عمل أو مجهود جماعي لا بد أن نجد به بعض السلبيات والتي من المفترض أن لا نقوم بإعطائها أكبر مما تستحق والمفترض أن تحجم لكي نبرز الإيجابيات وتكون نظرتنا متفائلة والابتعاد عن التشاؤم والإحباط الذي يعتبر معول هدم لا بناء، حيث إن كثرة النقد تسبب الإحباط ولا أعتقد أن صرحاً هائلاً يحوي آلاف الموظفين والذين يقومون على خدمة المسافرين على مدار الساعة ومدار الأسبوع مثل خطوطنا العريقة يستحق كل هذا الجفاء والقسوة منا دون تقدير لما يقومون به، حيث إن أغلب الكتّاب يحاول أن ينتقد بقسوة متجاهلاً كل حسناتهم دون الاطلاع على الإنجازات التي تقوم بها الخطوط السعودية فيما يخصها، حيث لا يوجد مسافر إلا ولا بد أن يكون قد واجه موقفاً إيجابياً يستحق الثناء لكن للأسف لا نجد الثناء إلا من قلة من الركاب ونقرؤها غالباً في مجلة الخطوط السعودية «أهلا وسهلا». ومما جعلني أسطر هذه الكلمات في حق الخطوط السعودية بعد أن تلقيت كإعلامي دعوة كريمة من الأستاذ طلال بن عطا الله الطعيمي مدير صالات الفرسان في المملكة لزيارة الصالات الجديدة والاطلاع عليها في مطار الملك خالد الدولي وكان برفقته الأستاذ خالد بن عميرة رئيس صالات الفرسان بمحطة الرياض ودهشت لما وجدته من تطور يضاهي أكبر المطارات العالمية من حيث الفخامة والتنظيم والترتيب وجودة الخدمة التي تقدَّم للمسافرين، حيث تغيَّرت النظرة السلبية لدي ووجدت أن الحلم أو الخيال أصبح حقيقة وواقع وذلك بوجود تخطيط منظّم للانتقال من عهد قديم لحقبة جديدة زاهرة ومع كل المعضلات التي تعاني منها الخطوط والتي سبق أن ذكرها معالي المهندس خالد الملحم بكل شفافية وأخذت عليه بمأخذ العداء، حيث ذكر من ضمنها أن البنية الأساسية للمطارات الحالية لا تساعد على التطوير ومع ذلك قامت الخطوط بقفزة تشكر عليها لما فيه من مصلحة وراحة للمسافر، حيث يلحظ القادم لمطار الملك خالد الدولي بالرياض إنشاء سوق حرة شاملة لجميع الماركات العالمية وزيادة عدد المحلات وأيضاً ما زال بعضها تحت الإنشاء، فأعتقد أن النظر بكلتا العينين أفضل من السماع بالأذن والكلمة الجميلة والثناء البناء أفضل من النقد السلبي الهادم، فلنعط خطوطنا المتميّزة فرصة وننظر لما تقوم به بكلأ أعيننا محاولين التغاضي عن السلبيات الصغيرة والتوجه لهم مباشرة في حال وجود ملاحظة أو مقترح عن طريق التواصل معهم عبر قنواتهم المتعددة وكلي ثقة أنهم لن يألوا جهداً في التجاوب والتفاعل مع أي شخص كان. - عبدالله بن عبدالعزيز السيف