لديها طفل يبلغ السادسة من عمره.. مولع بمشاهدة البرامج التلفزيونية خاصة تلك التي تتعلق بالفئة العمرية الأكبر من مسلسلات وقصص درامية وفكاهية وهي في الحقيقة تبعد عما يتعلق بالفساد الأخلاقي ولله الحمد إلا أنه ما بين فترة وأخرى يلاحظ على الطفل تقلب صحي مفاجئ الامر الذي يتطور ليصحبه «الاستفراغ».. القيء او فقدان الشهية وما يتطور مع ذلك مثل قلة النوم والفزع اثناءه والكوابيس وبمجرد ظهور مثل هذه الأعراض على الطفل فإن اسرته سرعان ما تأخذه الى اقرب طبيب للأطفال ليؤكد الطبيب دائما بأن الحالة الجسمية سليمة «اللهم» الا اذا اعطي بعض الأدوية المغذية أو المقوية كفاتح الشهية أو الفيتامينات او بعض الوصفات الطبية التي كما يقال «من باب زائد»!!تتساءل الأسرة دائما عن السبب ولكنها لا تدركه!!الحالة تستمر لبضعة ايام ولكنها ما تلبث أن تزول بمرور الوقت.. لقد أصبح الأمر عادياً روتينياً على الواقع إلا أنه يثير دهشة الأسرة!! ويثير دهشتها كلما ألح وعاد مرة أخرى؟!الأسباب متعددة وكثيرة ولكنْ ثمة سبب أغفله ولازال يغفله العديد من الناس وهو ما يتعلق بالبرامج «الدرامية» على الاطفال بمعنى أنه ليس من الضروري ان تتخذ من العنف والمصارعة والملاكمة فقط بل ان الدراما والتراجيديا هي من الأمور التي لا تظهر نتائحها على الطفل ظاهريا مثل العدوان والضرب بل ان كل ما يراه الطفل من حزن واسى وكوارث في المسلسل انما يترسخ في ذهنه ويترجم الى قلبه مما قد يخلق لديه ما شابه الأعراض الماضية الذكر أو لربما خلق لديه نوعاً من انواع «الفربيا» مثل فربيا الصراخ اوالبكاء او بعض العقد النفسية التي ربما لا يدركها الفرد غير المختص في المجال النفسي!! حتى الكلمات الكبرى على الطفل من «الطلاق» و«الزواج» وغيرها في كلمات لا تجد لها تفسيراً في معجم الأطفال ومع ذلك ربما يصر كثير من المسلسلات الخليجية أو العربية على خلق تفاسير ومعان خاطئة لها عند الطفل!! ألا نفكر في هذا؟! ربما لا نفكر لأننا نعتبر أن الأمر عادي فأنت تتابع المسلسل وابنك يجلس بجانبك ليمص اصبعه ويقرض اظافره ويحتار مما يسمع او يرى دون ان تعلم انت.. ولكن كما يقال.. اذا فات الفوت ما ينفع الصوت!! فهل نكون أكثر حذراً من السابق!؟ [email protected]