استمر التوتر في التصاعد بين باكستانوالهند وسط استمرار الحشود العسكرية على جانبي الحدود مع حدوث اشتباكات متقطعة لكن الخبراء العسكريين لايستبعدون انفجار الأوضاع لحرب شاملة فيما تزداد المخاوف من لجوء إحدى الدولتين إلى سلاحها النووي إذا وجدت نفسها مضطرة إلى ذلك. قال ضابط كبير في الجيش الباكستاني يوم الاثنين ان الاشتباكات الحدودية المستمرة مع الهند قد تفضي إلى تفجر صراع لا يمكن السيطرة عليه تستخدم فيه أسلحة نووية. وعززت الدولتان مواقعهما على جانبي حدودهما المتنازع عليها في كشمير منذ الهجوم الانتحاري في 13 ديسمبر كانون الأول على البرلمان الهندي الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا، وألقت نيودلهي باللوم في الهجوم على جماعتين متشددتين مقرهما في باكستان. وذكرت مصادر محلية يوم الاثنين ان الجيش الباكستاني نشر مدافع مضادة للطائرات وحرك أغلب قواته المتمركزة في مدينة سيالكوت الشرقية إلى الحدود مع الهند. وكان الجيشان الباكستانيوالهندي يراقبان أحدهما الآخر بعين الشك من داخل التحصينات المقامة على جانبي جسر مدمر في تشاكوتي في غرب كشمير المتنازع عليها دون ان تقع اشتباكات بين الجانبين عندما زارت مجموعة من الصحفيين الجانب الباكستاني من خط الجبهة. ولكن كلا الجانبين أفادا بوقوع اشتباكات جديدة بقذائف المورتر ونيران الرشاشات الثقيلة في بقاع أخرى بكشمير كما طردت نيودلهي دبلوماسيا باكستانيا مما زاد حدة التوتر بين الدولتين المسلحتين نوويا. وقال الضابط الباكستاني البريجادير محمد يعقوب إن الموقف «قابل للانفجار بشدة». وأضاف في تصريحات لتلفزيون رويترز في مظفر أباد عاصمة الشطر الخاضع لسيطرة باكستان في كشمير «لأنه في مثل هذا الموقف.. هذا التوتر.. يمكن ان يؤدي أي حادث ولو صغير إلى سلسلة من ردود الفعل التي لا يمكن لأحد السيطرة عليها». وأضاف ان نشوب حرب شاملة بين الدولتين قد «يصبح أمرا مفزعا بحق للعالم بأسره». وردا على سؤال عن احتمال استخدام الأسلحة النووية قال يعقوب معبرا عما وصفه بوجهة نظره الشخصية «ولكن إذا نشبت حرب بين الدولتين واذا أحست أي منهما أن الأمر يتعلق ببقائها فمن الأرجح انه لن يكون هناك أي تردد في استخدام الأسلحة النووية». وذكر بيان مقتضب صادر عن إدارة العلاقات العامة بالجيش ان كبار قادة الجيش الباكستاني اجتمعوا في مدينة روالبندي «وبحثوا أمورا تتعلق بالدفاع والأمن القومي وجوانب مهنية». وقال مصدر في سيالكوت التي تبعد بضعة كيلو مترات عن الحدود في اقليم البنجاب الشرقي ان معظم القوات غادرت الثكنات. وأضاف «زادت حركة القوات إلى الحدود ومنها، انها أكثر من الحركة في الأوقات العادية». وشهدت الآونة الأخيرة زيادة في التراشق بالمدفعية في قطاع شاركرجار زفروال الذي يمتد بطول 220 كيلو مترا من الحدود بين خط السيطرة الذي يقسم اقليم كشمير وبين الحدود التي تمر عبر الهضاب في اتجاه الشرق وحتى بحر العرب. وقال مسؤول محلي كبير في سيالكوت إن تحركات الجيش إلى الحدود ومنها «لم تكن واضحة جدا»، لكنه رفض الخوض في تفاصيل. وتتهم نيودلهيباكستان بتأجيج نيران حركة للاستقلال نشطت منذ عشر سنوات في اقليم جامو وكشمير ذي الأغلبية المسلمة، وتنفي باكستان رعايتها للحركة وتقول إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والدبلوماسي للكفاح الكشميري من أجل حق تقرير المصير. وطلب أكبر تحالف يسعى لاستقلال كشمير وهو مؤتمر الحرية لعموم الأحزاب من الدولتين الالتزام بضبط النفس في المنطقة التي كانت سببا في اثنتين من الحروب الثلاث التي وقعت بين الدولتين منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. وقالت الهند إنها دمرت تحصينات باكستانية في تراشقات بالنيران يوم الاثنين، ونفت باكستان ذلك متهمة القوات الهندية باستهداف المدنيين لتقتل اثنين وتصيب وأربعة آخرين بجراح. وطردت الهند في وقت سابق من يوم أول أمس دبلوماسيا باكستانيا من نيودلهي لما وصفته بأنه أعمال «لا تتفق مع النطاق المشروع للأنشطة». وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية للصحفيين «طلب من عضو المفوضية العليا الباكستانية مغادرة البلاد». ورفضت باكستان المزاعم. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية «هذه المزاعم السخيفة تمثل محاولة مستميتة أخرى لتوريط باكستان في الهجوم الإرهابي يوم 13 ديسمبر على البرلمان الهندي». واستدعت نيودلهي مبعوثها من إسلام أباد يوم الجمعة متهمة باكتسان بعدم التحرك لمكافحة الإرهاب. ولقي 12 شخصا حتفهم منهم تسعة من الثوار المعادين للهند في اشتباكات بين المطالبين بالاستقلال وقوات الأمن في كشمير يوم الاثنين. وقالت مصادر محلية في مدينة سيلكوت قرب الحدود الشرقيةلباكستان يوم الاثنين ان الجيش الباكستاني نشر مدافعه المضادة للطائرات وحرك أغلب قواته من المدينة إلى الحدود مع الهند. وقال مصدر في سيلكوت التي تبعد بضعة كيلو مترات عن الحدود في اقليم البنجاب الشرقي «غادرت اغلب القوات المنطقة». وأفاد المصدر ان الحدود قرب سيلكوت تحرسها عادة قوات شبه عسكرية لكن «قوات الجيش موجودة الآن». ويقول كل من البلدين انه يرد على حشد الطرف الآخر لقواته منذ الهجوم على البرلمان. ومن ناحية أخرى قالت الشرطة الهندية أمس انها ضبطت مجموعة يشتبه في انها ذات صلة بشبكة القاعدة واتهمتها بالتخطيط لقتل أمريكيين وإسرائيليين في الهند ومهاجمة منشآت حيوية.