قال الرسول الأعظم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وانه لمن حسن الطالع ان تكون هذه البلاد الطاهرة هي التي نزل القرآن على صعيدها. فلا غرو والحالة هذه ان تنتشر في معظم المدن والقرى مدارس ومعاهد تحفيظ القرآن بتشجيع ودعم من ولاة الأمور والذي تمثل في اطلاق سراح المساجين عند حفظهم وتدبرهم لكلام الله سبحانه وتعالى. ولاشك ان التفقه في آيات ومرامي هذا القرآن الحكيم هي من افضل المقاصد وأقدسها لانها تجنب الانسان ارتكاب المعاصي او الاقتراب من المحرمات. وهذا بحد ذاته نهج اسلامي قويم دعا اليه السلف من الآباء والأجداد لأن ممارسة المعاصي اقتراب من اغواء الشيطان وجمعيات ومدارس تحفيظ القرآن معظمها حسب معرفتي اهلية ساهم في تمويلها وقيامها القطاع الخاص الذي يسعى الى مرضاة الله بهذا الدعم المحمود والتقرب الى مرضاة الله سبحانه وتعالى وثوابه نحو صراطه المستقيم. وهذا خلق عظيم يدل على التفكر بما ينتظر الانسان في آخرته عندما ترجح الحسنات في ميزان العمل لأن ارتكاب السيئات يتحقق في فعل الانسان اليومي بالرغم منه ودون قصد ولأن القرآن هو كتاب الله الموجه الى عباده الذي ينظم حياتهم كدستور لا يأتيه الباطل من أمامه أو من خلفه فقد أدناه المسلمون من حياتهم متدبرين آياته الكريمة كنبراس يستضيئون بها في دنياهم وآخرتهم ومن هنا نجد ان هذا الكتاب العظيم يحظى بالأولوية في أي شأن من شؤون المسلمين في كافة أنحاء المعمورة حتى انه كان المفتاح الى أي تفاهم بين العباد مهما كانت لغاتهم وأمصارهم ومنه تخشع القلوب والأبصار عندما يتلى بلسان عربي مبين. ومدارس تحفيظ القرآن في كافة ديار المسلمين تسعى الى اعلاء شأنه عن طريق تجنيد المسابقات والتنافس في تلاوته وتجويده وهو احتفاء يليق بمكانة وقدسية هذا الكتاب العظيم الذي كان السبب في التفاف المسلمين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان القرآن خير جليس للصحابة الكرام منذ عهد الرسول يصيخون الى معانيه الكريمة وآياته الخالدة مما يجعل الدمع يترقرق في مآقيهم خشوعا وتفهما لمراميه السامية التي تحث على التقارب والأفعال الحميدة لأن هذا الدين السامي آخى بين كافة الطوائف والأعراف فليس ثمة فرق بين غني وفقير، صغير وكبير، رجل أو امرأة عربي وأعجمي مما يجعلنا في أحلك الأوقات نستعيد الحكمة من توجيهاته ونثوب الى رشدنا عند الغضب والقنوط فنلتمس منه العزاء في كسر شوكة ذلك العدو الذي يكمن داخل انفسنا يدعونا الى ارتكاب المعاصي والخروج عن طاعة الله فبئس ما يدفعنا اليه هذا العدو الملثم بصفات مغرية من الاغواء والتدافع نحو ما هو زائل في أمور الدنيا من مال أو منصب. انما لا خوف على من استعاذ بالله من هذا الشيطان المريد وتمسك بالعروة الوثقى وترك الزائل الى ما هو باق وتدبر أمره بهذا الكتاب العظيم الذي يهدي الى صلاح الدنيا والآخرة هي المآب فسبحان مقلب القلوب والأبصار الذي بيده كل شيء وعسى ان يرزقنا الله السير على الصراط المستقيم صراط الأنبياء والرسل والذين آمنوا من بعده من الصالحين ومن سار على دربهم والحمد لله رب العالمين. للمراسلة/ ص.ب 6324