قال دبلوماسيون أمريكيون مكلفون بالشؤون الأفغانية انهم يتوقعون ان تتمكن الحكومة الأفغانية الجديدة من التغلب على الخلافات التي ظهرت في البداية وان تمنع زعماء جماعات المقاتلين من تقسيم البلاد إلى إقطاعيات شخصية. وقال المسؤول الأمريكي ومنسق السياسة الأفغانية ريتشارد هاس انه يعتقد ان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ما زال في أفغانستان وان الملا محمد عمر لن يهرب من المحاكمة. واتفقت الجماعات الأفغانية في بون يوم الاربعاء الماضي على تشكيل حكومة جديدة لكن واحدا على الأقل من زعماء الجماعات المتحاربة هو الجنرال عبد الرشيد دستم الأوزبكي الأصل قال إنه سيقاطع الحكومة لأنها غير متوازنة. وقال السفير جيمس دوبينز الذي ساعد في التوصل إلى اتفاقية بون انه من الطبيعي ألا تكون جميع الجماعات الأفغانية راضية بنفس القدر عن هذه النتيجة. وقال في بيان صحفي مشترك عقده مع هاس«لم ينسحب أحد من هذه الاتفاقية ولا قال أحد إنه سينسحب من الاتفاقية وفي هذه المرحلة نأمل ألا يفعلوا ذلك». وأضاف «نتوقع من دول مثل...أوزبكستان وتركيا وإيران وروسيا ان توضح مدى أهمية تنفيذ هذه الاتفاقية ونحن واثقون بدرجة معقولة بأن مثل هذه الأساليب ستكون فعالة». وقال دوبينز«وانا لم أفسر ذلك على انه يعني ان الأوزبك الذين عينهم في الحكومة لا يزمعون المشاركة، وأنا أتوقع ان يشاركوا». وفيما يتعلق بمستقبل الأمن في أفغانستان بعد انهيار طالبان كان هاس متفائلا للغاية. وقال «إنني أتحدى الفرضية التي تقول ان أفغانستان ستنقسم إلى جماعات متقاتلة وتتحول إلى فوضى... اعتقد ان هناك فرصة جيدة للغاية لكيلا يحدث هذا». وقال هاس يوم الخميس أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي ان غياب القانون بل وإظهار مقاومة من جانب المتعاطفين مع طالبان يمكن ان يستمر عدة أشهر وربما سنوات. وقال للجنة «يمكن توقع ظهور بعض الخلافات بل والاقتتال الداخلي بين الأفغان.، ولايتوقع ان يقر الجميع النظام الجديد». وتتصور الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة قوة أمن متعددة الجنسيات في أفغانستان بحلول 22 ديسمبر كانون الأول وهو اليوم الذي تحدد لتولي الحكومة الجديدة السلطة. لكن الدبلوماسيين الأمريكيين امتنعوا عن الحديث بشأن قوة الأمن على أساس ان جميع جوانبها مازالت قيد البحث داخل إدارة الرئيس جورج بوش. وفيما يتعلق بالهدف الفوري لواشنطن وتحقيق هدفها من الحرب الذي يتمثل في قتل أو أسر زعماء تنظيم القاعدة أبدى هاس تفاؤلا أيضا. وقال «إن هدفنا الأول هو مواصلة الحرب إلى ان يتم القضاء على تنظيم القاعدة بالكامل وعلى قيادة طالبان أيضا، وهذا يشمل بالطبع شخص أسامة بن لادن». وأضاف «لدينا كل أنواع المعلومات، ووفقا لأفضل معلومات متاحة فلا يزال داخل أفغانستان». وفيما يتعلق بالملا عمر الذي ربما هرب من قندهار يوم الجمعة عندما استسلمت قوات طالبان قال هاس «الملا عمر ارتكب جميع أنواع الجرائم ضد الشعب الأفغاني، والشعب الأفغاني أكثر من الجميع يدرك ذلك». وقال «تحدثنا عن ذلك مع القيادة الأفغانية ومن الواضح لي انه سيقدم إلى العدالة وأنا اعتقد.. بل إني واثق.. من ان هذا الأمر مقبول للولايات المتحدة وللأفغان أنفسهم».