غني عن القول إن خدمات الكهرباء أصبحت اليوم من أهم الضروريات في حياة الانسان بل غدت تقاسم الماء والهواء والغذاء ليبقى على حياته. ولم يعد بمقدور الانسان الاستغناء عن هذه الخدمة ولو للحظات فضلاً عن أن تكون ساعات أو أياماً. ومن منطلق تلك الأهمية فإن المستهلك أضحى لا يعدل بشيء عن المبادرة بسداد فاتورة الكهرباء ولو كانت على حساب معيشته وأولاده، خاصة أصحاب الدخول المحدودة وهم كما لا يخفى يشكلون الشريحة الكبرى من بين أعداد المستهلكين. وكم تكون معاناة مثل هؤلاء كبيرة في أشهر الصيف حيث ترتفع مبالغ فواتير استهلاك الكهرباء تبعاً لارتفاع درجة الحرارة.. فتأتي على نصف دخله الشهري حين يصل مبلغ الفاتورة ألفا وخمسمائة ريال.. فماذا أبقت تلك الفاتورة لسداد فواتير الخدمات الأخرى والأقساط وأجرة المنزل ومصروف البيت والأولاد..؟ وحين أدركت الشركة السعودية للكهرباء مبلغ تلك المعاناة.. ذرفت دموع التماسيح على المستهلك المسكين الذي وجد نفسه تحت رحمتها. وتتمثل تلك الدموع بالخدمة الجديدة التي زفتها الشركة لضحيتها بتغيير طريقة دفع الفواتير والتي أوضحتها في اعلانها المرفق بالفاتورة وحقيقة فإن تلك الخدمة التي تزعم الشركة أنها تقدمها للمستهلك.. تصب في خانة مصلحة الشركة بالدرجة الأولى. وكان المؤمل بالاخوة المسؤولين في الشركة السعودية أن يحذوا حذو شركات الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي التي نظرت للمستهلك بعين الرأفة والرحمة فلم ترهق كاهله بمبالغ مالية كبيرة من حين بدأ اشتراكه في الخدمة حتى سداد فاتورة الاستهلاك.. وفوق تلك التسهيلات عمدت إلى تخفيض رسم الاستهلاك الكهربائي للمشترك خلال أشهر الصيف تقديراً منها لظروف عملائها.. باعتبار أن زيادة الاستهلاك في فصل الصيف لا دخل للمشترك فيها حيث تأتي مقابل ارتفاع درجة الحرارة. ترى هل نطمع بنظرة عطف من شركتنا الموقرة.. هذا ما نرجو ونؤمل..