مع اشتداد حرارة فصل الصيف وتسجيل بعض مدن المملكة لدرجات حرارة اقتربت من ال50 درجة مئوية لم يعد هناك مفر لكثير من الناس من استخدام أجهزة التكييف لمقاومة تلك الحرارة وتلطيف الأجواء، وبما أن بعض الدراسات أكدت أن 70% من قيمة استهلاك فواتير الكهرباء غالباً ما تعود إلى استخدام أجهزة التكييف فلا مفر من ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء خلال الصيف ولكن يبقى السؤال كم ستكون قيمة تلك الارتفاعات؟ وهل يستوعب الآخرون طريقة احتسابها؟ في الأسبوع الماضي دعت الشركة السعودية للكهرباء مشتركيها إلى التركيز على كمية الاستهلاك عند قراءة بيانات فاتورة الخدمة الكهربائية ومقارنتها بفترة الاستهلاك المدونة في الفاتورة وذلك حتى لا يحدث لبس لدى بعض المشتركين الذين قد يظنون أن الفاتورة قد صدرت لهم في فترة غيابهم عن المنزل ولفتت الشركة إلى أهمية التركيز على ما وصفته ب»الرقم الأهم» في فاتورة الكهرباء الجديدة والذي يمثل كمية الاستهلاك كونه يحدد قيمة الفاتورة عن فترة القراءة التي تمت للعداد الخاص بكل مشترك. بالرغم من التزام الشركة بمعايير الشفافية والمصداقية وتأكيدها أنها تراعي أثناء تصميم فاتورة الخدمة الكهربائية توضيحها للبيانات والأرقام التي تهم المشترك وخصوصًا كمية الاستهلاك التي تمثل الفارق بين القراءة الحالية والقراءة السابقة لعداد المشترك خلال دورة قراءة الفاتورة التي تترتب عليها القيمة المطلوب سدادها، إلا أن بعض المشتركين مازالوا يواجهون صعوبة في قراءة فاتورة الكهرباء واستيعاب الآلية التي يتم من خلالها احتساب قيمتها وما زال هذا الأمر يشكل تحدياً لبعضهم لم يتمكنوا من تجاوزه مما يساهم في امتعاضهم وخصوصًا أن المستهلكين ملزمون بدفع قيمة الفاتورة ومن الصعب للبعض دفع قيمة شيء غير واضح بالنسبة لهم. مع اعتماد العديد من الجهات اليوم على التقنية وتقديم خدماتها عن بعد في ظل جائحة كورونا فقد سعت تلك الجهات إلى تقديم العديد من المبادرات الكبرى والخدمات الجليلة وهي في منتهى الأهمية وقامت بطرحها للجمهور ولكن تأتي المشكلة في طريقة وآلية طرح بعض تلك الخدمات والتي تكون أحياناً معقدة وغير واضحة أو مفهومة وتستدعي توجيه العديد من الاستفسارات والأسئلة حتى يتم استيعابها من قبل المستفيدين ولذلك لابد أن يتم تبسيط وتيسير النماذج والمعلومات والبيانات التي تقدم للجمهور حتى يسهل عليهم معرفتها ويتعاونوا مع مقدمي الخدمة بشأن الاستخدام الأمثل لها. كما أن بعض قنوات التواصل لبعض الجهات والتي تقوم بالرد على بعض الاستفسارات تعجز في بعض الأحيان عن الإجابة عن بعض تلك الاستفسارات إما لما تواجهه من ضغط لكثرة الأسئلة أو لعدم علمها ببعض إجابات بعض الأسئلة مما يساهم في استمرار الغموض الذي يحيط ببعض فواتير وآليات تلك الخدمات.