لقد استطاعت المرأة أن تصل إلى أرقى المستويات العلمية في هذه البلاد وأن تدخل التخصصات المناسبة كافة لطبيعتها وفطرتها وتحقق الإنجازات المفيدة لها ولأسرتها ولمجتمعها, والرئاسة العامة لتعليم البنات تسعى جاهدة لتوفير الإمكانات اللازمة كافة، والمجالات المناسبة لتأهيل المتعلمات، وتنويع التخصصات والخبرات التي تتيح المرأة في بلادنا القيام بواجبها والإسهام في تطور المجتمع وتحقيق أهدافه وسد الاحتياجات التنموية للقوى العاملة، وعملت في هذا السبيل على توسيع قاعدة التعليم وانشاء المعاهد المهنية والكليات التخصصية في رياض الأطفال والحاسب الآلي والمكتبات والاقتصاد المنزلي والتفصيل والخياطة، وغير ذلك من التخصصات المناسبة لطبيعة المرأة. إن هذه الجهود المبذولة في مجال تعليم المرأة وتأهيلها وإتاحة الفرص لها لخدمة دينها وبلادها ومجتمعها نتيجة لتمسك هذه البلاد بشريعة الله عز وجل التي كرمت بني آدم وحفظت للمرأة مكانتها وحقوقها، واعتنت بتربيتها وإعدادها وكفلت لها حقها كما بينت واجبها ومسؤولياتها، وجعلتها شريكة للرجال في المسؤولية وتأدية الواجبات، فالنساء شقائق الرجال، والمرأة الراعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، بل أناط بها أعظم المسؤوليات التي تصون المجتمع وتحفظه وتحقق له النجاح والتفوق والترابط والتعاون، والاستقامة والنمو حين جعلها المسؤولة عن التربية وإعداد الأجيال وحفظ الأسرة وضمان سعادتها وإشاعة المحبة والمودة والتراحم والترابط، وحب الخير والصلاح بين أفرادها فهي المرأة المخلصة الصالحة والأم الحانية البانية والمرأة الراعية المربية. ولهذا حرصت بلادنا العزيزة على فتح المجالات المناسبة لعمل المرأة لتؤدي دورها المنوط بها، الذي يحفظ لهذا المجتمع أصالته وثوابته، ويحقق له أهدافه وطموحاته وكان من أهم المجالات التي أتيحت للمرأة مجال التربية في أسرتها ومجال التربية والتعليم في المراحل والمستويات كافة، بل خصتها من تعليم البنات وتربيتهن من مرحلة الطفولة ورعايتها إلى أعلى درجات التأهيل العلمي والتربوي والمهني وتميز بلادنا عن غيرها من هذا المجال مما جعل عدد العاملات في حقل تعليم البنات وحده يزيد على مئتي ألف وهذه الأعداد تكافىء أو تزيد على أعداد الرجال في هذا المجال. كما أتاحت لها كثيراً من مجالات العمل التي تتناسب مع فطرتها وطبيعتها ولا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف. ولكي تتيح الرئاسة العامة لتعليم البنات مزيداً من الفرص لعمل النساء المؤهلات في مجال التربية والتعليم قامت بتقديم الدراسات والمقترحات للأخذ ببعض الإجراءات والأنظمة الجديدة في وظائف المرأة, فالتقاعد المبكر والنظام الجزئي في الوظيفة وتخصيص بعض الخدمات الطبية والاجتماعية لعمل المرأة وزيادة عدد المؤهلات العاملات في مجال الصناعات الخفيفة والمهن النسائية وعمل الخطط والبرامج المدروسة التي تخدم المرأة وتفيد المجتمع وتسهم في تقديم هذه البلاد ونهضتها على أسس ثابتة وأصيلة.