عندما دخلت المرأة السعودية ميدان العمل لم يكن ذلك خياراً صنعته لنفسها بل هو نتاج التطور الذي حدث في المجتمع بصفة عامة. أما عند المرأة السعودية فقد كانت مهمة التعليم والطب قد سبقت مهمة أخرى تتناسب ايضاً، وطبيعة المرأة المسلمة من حيث الحشمة والحفظ والصون والعفاف وبما يتناسب مع قدراتها ويؤمن للأخريات مجالاً أرحب وميداناً للتفاني والفضيلة وحسب الأداء والتميز. ولقد أتاح مجال عمل النساء في خدمة بني جنسها فرصة للتعبير عن الذات والاستقلالية المحفوظة بالقيم والأخلاق مما أتاح للمرأة إبراز قدراتها ومهاراتها وإمكانياتها. فكان الاختيار المناسب أيضاً العمل في البنوك النسائية بما يتوافق بطبيعة المرأة ويحد من نشاطها خارج نطاق خدمة المرأة التي تحتاج إلى هذه الخدمة من بنات جنسها، ولا يقتصر المجال على ذلك فقط فهنا مجالات أخرى يعتبر عمل المرأة فيها ضرورة إجتماعية ولابد أن يواكب ذلك تدريب وتأهيل لما يمكن ان تقوم من أعمال وفي هذا المجال تستشعر المرأة السعودية أهميتها واعتزازها أنها موظفة تقوم بخدمة العملاء من النساء اللاتي هن في حاجة لهذه الخدمات كغيرهن من الرجال مما يعطي المجتمع من حولها الشعور باحترامها وتقديرها وهي تؤدي هذه المهمة الرائعة - طبعاً مع اختلاف النظرة لها من شخص لآخر بحكم تباين المجتمع من حولها إلا أنه من الواضح احترام ذوي الرأي والمعرفة لجهدها وسدها لهذه الثغرة وتأمينها بالكفاءة والقيمة المرجوة. ولا تقتصر ايجابيات عمل المرأة على الرضاء عن النفس وتقدير المجتمع، بل هناك إيجابيات عديدة أخرى مثل اكتساب ثقافة جديدة، إثبات قدرة المرأة على تحمل المسؤولية، التعرف على نوعيات مختلفة من الناس، تعلم التوفير والتنظيم والطموح إلى التقدم والترقي وكل ذلك يضع المرأة على الطريق الصحيح للوصول إلى مرحلة النضج التي تؤهلها لأخذ دورها الإيجابي في المجتمع. وإذا كانت القوامة حق شرعي للرجل فالنساء هن شقائق الرجال ولنا في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها المثل الأعلى حيث وقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمالها وعقلها وصدقته وأمنت به وكانت ذات مال وتجارة رابحة. لأن الرجل يبقى رجلاً مهما ارتفعت المرأة وعلا مستواها. وذلك استناداً على تعاليم ديننا الحنيف وقول الله عز وجل "الرجال قوامون على النساء... الآية). ولكن كل أملي ان تصل المرأة إلى مرحلة النضج كما كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ونساء الصحابة على هذه الدرجة من النضج العالي في حدود الإسلام مع احتفاظ بعضهن بتجارة رابحة في الدنيا والآخرة بدون تغول على حقوق الرجل المشروعة بل مع قليل من السيطرة عليها مع الحنان والعطف المطلوبين لكل إمرأة لاننا كما نعلم بأن المرأة هي ذات الأحاسيس الرقيقة والأم الرؤوم والشريكة وفوق كل ذلك فهي المؤتمنة على مال زوجها والتي تحفظه في ماله ونفسه وهي الراعية الأولى للابناء والمدرسة التي تتخرج منها الاجيال (المرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها) ولذا فهي قمة شامخة ذات وجود تستحق ان تكون هي الفاعلة في مجتمعها والعاملة بما تسمح لها به طبيعتها ودينها الإسلامي وبما يجعلها منسجمة مع مجتمعها المحافظ دون شطط هذا هو حال المرأة السعودية، ومن هذا المنطلق فلابد من تشجيع المرأة السعودية العاملة في مجتمعنا والارتقاء بها لأنها جزء مهم في خدمة بنات جنسها ومجتمعها وأصبحت مؤهلة في تقديم الدور الإيجابي والعملي.