* الحمد لله الذي منّ ويمنّ على عباده بمواسم يسعون فيها نحو البر، ويتقربون إليه سبحانه بالطاعات، فيتجاوز عن سيئاتهم، ويغفر ذنوبهم، ويبدّل السيئات حسنات بفضله ومنّه ورحمته التي وسعت كل شيء، إنه رؤوف رحيم بخلقه. * يقبل رمضان كعادته، وهو موسم للحرث والبر والطاعات والعمل، فيشمر المسلمون إلى الطاعات والبر، شهر كله بركات وعطاء من الخالق لعباده، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعون ربهم قبل شهور من إهلال رمضان، أن يبلغهم رمضان، لينعموا فيه بالعمل الذي يقربهم إلى خالقهم زلفى... يسألونه مغفرة حوبهم، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويدخلهم بفضله جنات تجري من تحتلها الانهار. * إن المسلمين الملتزمين الطائعين، يتمنون لو أن كل أيام السنة رمضان، شهر البركات والخيرات، شهر القرآن ، وشهر النصر، فقد كانت أكثر انتصارات المسلمين على أعدائهم في هذا الشهر... وهو شهر الصبر، ويعلم الصبر، وتلاوة القرآن، حيث إن قراءة حرف من الكتاب العزيز بعشر حسنات.. وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم: لا أقول: «ألم» حرف، ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف. فهذه الكلمة تقيّض لقارئها ثلاثين حسنة، إنه فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. * إننا نبتهل إلى الحي القيوم، أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، وأن يهديهم سواء السبيل، وأن يعينهم على دنياهم، ونسأله عز سلطانه، أن ينصرنا على أنفسنا حتى لا نضل ، وأن ينصرنا على اعدائنا حتى لا نذل.. وأن يأخذ بأيدينا إلى الخير وإلى طريق المستقيم. وان يتقبل من عباده صومهم وصلواتهم وبرهم الذي يتقربون به إلى ربهم. * إن أمتنا المسلمة مطالبة في رمضان وفي غير رمضان ان تؤوب إلي خالقها، بنفوس صادقة واعدة، أن يعينها وأن يأخذ بايديها الى الفلاح، والى صراط مستقبم، لتعود الى سيرتها الأولى، أمة قوية مهيبة، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن. فهي خير أمة أخرجت للناس، كما قال خالقها في كتابه العزير.. فقد قال الحق، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد: «وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين». * اللهم أعنا ولا تعن علينا، واهدنا بفضلك سواء السبيل، إنك نعم المولى ونعم النصير. والحمد لله رب العالمين.