حظيت ندوة «السلفية.. منهج شرعي ومطلب وطني» التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واختتمت فعالياتها في يوم الأربعاء الماضي باهتمام كبير من كافة الأوساط، تمثل بالحضور الكبير لحفل افتتاحها وبشكل غير مسبوق لم تستوعبه قاعة الحفل الكبرى والقاعتان المساندتان لها والمخصصة إحداها للرجال والأخرى للنساء، والحضور الكبير كذلك لفعالياتها الأخرى والتفاعل المميز معها، وكانت الجامعة قد أعلنت عن هذه الندوة قبل ثلاث سنوات منفذة وفق ما قاله معالي مديرها الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل توجيهاً كريماً لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عندما قال -حفظه الله- في لقاء عقده بالمدينة المنورة في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة من عام 1429ه: «هناك من يقدح في دولتنا ويحمل نهجنا السلفي سلبيات ليست موجودة.. ويجب أن تواجه هذه الأمور بالعلم الصحيح ومن القادرين على الحديث في هذا الأمر ومن فقهاء الأمة»، وأضاف قائلاً: «إنه نظراً لأهمية موضوع هذه الندوة وتشرفها بالمباركة السامية من خادم الحرمين الشريفين والرعاية الكريمة من سمو ولي العهد الأمين -حفظهما الله-؛ فقد رفعت الجامعة درجة الاهتمام بها إلى أعلى مستوى ترجمه ذلك العمل الدؤوب الذي استمر قرابة ثلاث سنوات تم خلاله استكتاب شخصيات علمية مرموقة في العالم الإسلامي، وتوجيه الدعوات للعديد من الباحثين وطلاب العلم، والإعلان المكثف عن الندوة، مما جعلها تستقبل كماً هائلاً من البحوث وأوراق العمل التي نوقش منها في جلسات العرض أكثر من مائة بحث وورقة عمل تقدم بها علماء ومفكرون وباحثون من داخل المملكة ومن ست عشرة دولة أخرى، ثم قال أيضاً: «إن هناك فعاليات مصاحبة لهذه الندوة ستستمر قرابة عام كامل، وستشمل بالإضافة إلى عقد ورش العمل المتخصصة في موضوع الندوة، إقامة الندوات والمحاضرات العلمية في كليات الجامعة وفروع مركز دراسة الطالبات فيها، وفي معاهدها العلمية، وإقامة المعارض ونشر الكتب والمطويات والإعلانات التوعوية، وأنشطة أخرى متنوعة». *** أبرز التوصيات * رفع الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين على موافقته الكريمة على عقد هذه الندوة المهمة في هذا الوقت من تاريخ الأمة الإسلامية، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على رعايتها وتشريف حفل افتتاحها. * الإشادة بالمبادرات التي تبناها خادم الحرمين الشريفين في التواصل والحوار بين أتباع الديانات والثقافات، ودورها الريادي في تقديم الصورة المثلى عن الإسلام وقيمه، في منهجه الوسطي السلفي الذي تبنته هذه المملكة، والتوكيد على انتهاج الحوار في التأصيل والطرح والمعالجة. * الإشادة بما ورد في خطاب صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز للندوة من مضامين سامية ومعان جليلة وتأكيدات مهمة في هذا الظرف الحساس، ودلالات تعد ركائز لهذا المنهج القويم، والتوصية بأن يكون وثيقة من وثائق الندوة. * تقدير الدور الذي تضطلع به المملكة في تقديم هذا المنهج بصورته الحقيقية، ورؤيته الوسطية التي تجمع ولا تفرق، وتحارب الغلو والتطرف والإرهاب ومظاهر العنف وكل مهددات الوحدة الوطنية والسلم العالمي. * تأييد ما اتخذته المملكة من إجراءات وأساليب فكرية وأمنية وقضائية في مواجهة التطرف والإرهاب والتكفير والتفجير. * العمل على نشر المنهج السلفي وتعميمه بصورته الحقة البعيدة عن الانقسامات والتحزبات المذمومة، والقائمة على الأسس الواضحة والأصول الظاهرة التي تدل بوضوح على شموليته للدين عقيدة وعبادة وأخلاقاً وسلوكاً وفق فهم سلف هذه الأمة. * ضرورة العمل على تبني إستراتيجية شاملة في نشر المنهج السلفي الحق، وتنقيته مما ألحق به وحمّل، وذلك من خلال: - تأصيل المنهج السلفي في المقررات الدراسية لما له من آثار في القناعة المؤصلة التي تحقق الحصانة من الانحراف والشبهات التي تثار ضد المنهج. - التأكيد على غرس وتنمية الانتماء للوطن على اعتباره مفهوماً سلفياً له آثاره الممتدة وقاية وعلاجاً. - توظيف تقنيات التعليم في المقررات الدراسية للتحذير من الانحراف عن نهج السلف وانتهاج الغلو والتكفير والخروج على ولاة الأمر. - التوصية بضرورة إصدار عمل موسوعي يتم فيه عرض منهج السلف الصالح بلغة علمية موضوعية شاملة تخاطب كافة شرائح المجتمع، ويتم توفيره بلغات مختلفة تحقيقاً للبعد العالمي. - الإفادة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وبالأخص الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي لبيان حقيقة المنهج وتخليصه من المفاهيم الخاطئة. * التوصية بطباعة أهم الكتب والرسائل والأطروحات العلمية التي تخدم المنهج السلفي وتجلي حقيقته، وتدفع عنه ما ألصق به، ونشرها داخل وخارج المملكة العربية السعودية. * الدعوة للعناية بالشباب، وربطهم بالعلماء الربانيين، وتنشئتهم على حفظ حقوقهم، والصدور عن رأيهم، تحقيقًا لحصانتهم من كل فكر منحرف ومبدأ دخيل ينأى بهم عن نهج السلف. * التوكيد على تحمُّل المسؤولية الكاملة تجاه حماية المجتمع عمومًا، والشباب خصوصًا من المؤثرات التي تعتمد العاطفة وتنأى بهم عن نهج السلف وتخلُّ بتلاحم الوطن ووحدته، وتؤثر في تماسكه بمنع كل الصور والتصرفات والسلوكيات، وتوحيد جهة الفتوى في القضايا التي تَمَسّ أَمْنَ المجتمع، وتماسك الأمة، أو تؤدي بها إلى الحرج، أو بمصالحها إلى الضرر. * التوصية بإنشاء مركز عالمي خارج المملكة العربية السعودية، إما في الدول الأوروبية أو الأمريكية أو الآسيوية، تشرف عليه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت مسمى «مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات السلفية». * التوصية بتعزيز دور الجامعات الإسلامية السعودية لقيامها على المنهج السلفي، بزيادة أعداد منح أبناء الدول الأخرى فرصاً أكبر للالتحاق فيها كوسيلة من وسائل نشر هذا المنهج القويم. * التوصية بإنشاء مراكز بحثية ودعم كراسٍ متخصصة في المملكة العربية السعودية وخارجها، لتقديم الصورة المثلى عن المنهج السلفي وتنقيته مما ألحق به. * التوكيد على الاستمرار في عقد أمثال هذه الندوة وتكرارها، وتبني مقترح عقدها في الأعوام القادمة تحت عناوين تخصصية تعالج جزئيات هذا المنهج وتقدم فيه رؤية مؤثرة.