دأب المسؤولون في إدارات المرور لدى مجلس التعاون الخليجي عامة والمملكة خاصة لعقد أسبوع للمرور على فترات مختلفة ومتزامنة طوال العام، وحتى في التوعية المستدامة من قبل الإدارة العامة للمرور طوال العام لأهمية هذا الأمر والتقيد به لما له من انعكاسات إيجابية ومجنبا لأمور تكلفنا أرواحنا ومقدراتنا لا قدّر الله. الغرض من ذلك نشر وبث الوعي لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء من أجل الحصول والارتقاء بأنظمة السير وسبل السلامة وتفعيلها ولمواكبة كل المستجدات في هذا الشأن، ولترسيخ مفهوم القيادة الصحيحة والسليمة نحو مجتمع منضبط وملتزم ومعافى بإذن الله باتباع تعليمات وإرشادات السلامة المرورية. وبالرغم من وجود شبكة طرق وفق أحدث المواصفات العالمية غطت أرجاء مملكتنا المترامية الأطراف إلا أنه من المؤسف أن هناك العديد من الحوادث المرورية والأخطاء تصل إلى حد الوفيات بسبب عدم التقيد بالتعليمات والإرشادات ووسائل السلامة، وأمر آخر يجب الإشارة إليه هو التهاون وعدم الاكتراث بالصيانة الدورية ولو حتى الضرورية وشراء القطع المقلّدة الرخيصة. ولقد أدمى قلوبنا وأدمع أعيننا وأقض مضاجعنا ما نراه من وقت لآخر ونسمعه أو نقرأ عنه عن كثرة الحوادث فتصور يا أخي أن حوالي أكثر من ستة آلاف شخص يلاقون حتفهم سنويا في بلادنا جراء ذلك. بالرغم من الحملات التوعوية المرورية المكثفة طوال العام إلا أنه من الملاحظ عدم الاهتمام واللامبالاة كما أسلفنا من البعض لطرق السلامة وفحص المركبات؛ فالبعض طالما تدور المركبة بين يديه (الموتور يعمل) إذا السيارة في حالة جيدة وجاهزة للاستعمال إلى أي وجهة كانت. كيف يا أخي تستهين وتسترخص روحك أولا ثم أرواح من معك أو الآخرين ومن هم في حال سبيلهم ليست لهم ناقة ولا جمل جرّاء طيشك وتهورك قد يكون أغلى ما تملك من أم وأب وفلذات أكباد وزوجة إلخ.... وصيانتك لمركبتك قد لا يكلف الكثير، ولكن استخفافك بأهمية ذلك قد يتسبب لك في حادث مروع لا قدّر الله تندم عليه وتعض أصابع الندم، ويحدث ما لا تحمد عقباه من وفاة أو إعاقة مستدامة نتيجة ذلك الإهمال، ألا تعلم أن هناك عمراً افتراضيا لكل قطعة في المركبة بما فيها الإطارات.فقد يحدث أثناء قيادتك للمركبة عطل بمعنى أن قطعة ما في المركبة عمرها الافتراضي انتهى وبالتالي يحدث اختلال في توازنها وتنحرف السيارة عن خط سيرها وقد تنقلب ويتأثر من ذلك سيارات أخرى بالقرب منك ويشملهم الضرر ناهيك عن نفسك ومن معك وما ينجم عن ذلك من خسائر في الأرواح والممتلكات -لا سمح الله- فمن المسؤول عن ذلك؟ أما كان الأجدر والمفروض أن تفحص مركبتك بشكل دقيق ومنتظم ودوري؟. ولا ننسى شيئاً مهما أن تأخذ قسطاً وافراً من الراحة والنوم وأن لا تأخذ أدوية قد تسبب لك النعاس أثناء القيادة، وبذلك بعونه تعالى تسلم من عواقب الأمور وتكون قد حافظت على نفسك وعلى من معك من الآخرين لقوله تعالى {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ومصداقاً لقوله -صلى الله عليه وسلم- (أعقلها وتوكل) أي أعمل ما هو مطلوب منك من صيانة واتباع لتعليمات أصول السلامة وإذا حدث عارض بعد ذلك فهذا قدّر الله ولا راد لقضائه. ولمواجهة الزيادة المضطردة في الأعداد والكم الهائل من السيارات ولتسهيل إنسيابية الحركة فقد ارتأى المسؤولون في الإدارة العامة للمرور اتخاذ بعض الإجراءات والتعديلات على أرض الواقع بعد الدراسات المكثفة فقد تم توسعة طرق الخدمة على جانبي الطريق لفسح المجال لمساري الخط الأيمن والأيسر لمرور المركبات بالرغم من أن الإشارة حمراء مع أخذ الحيطة والحذر من أخطاء الغير والهدف من ذلك سرعة تنقل السيارات في تلك المسارات والتي تلقي بظلالها على المسارات الأخرى؛ إلا أنه للأسف يتم إشغالها بمركبات يفترض أن يكون اتجاهها إلى الأمام دون اكتراث أو مراعاة لمشاعر الآخرين همهم أن يكونوا قريبين من الإشارة الضوئية، ولو على حساب الآخرين، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة السير وتعطيل من لهم الأفضلية باستخدام تلك المسارات، بل ونرفزتهم أحيانا وقد تحدث مشادات بين هؤلاء المخالفين ومن لهم حق الأولوية في الطريق. محمود أحمد منشي