تقطف منطقة حائل ثمار غرس العهد الميمون - عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - المتمثل في إنشاء جامعة حائل، التي أنشئت مع رصيفاتها في المناطق المختلفة نظراً للرغبة الصادقة من القيادة الرشيدة في إحداث التنمية الشاملة لمثل هذه المناطق، انطلاقاً من بناء الإنسان بناء علمياً رصيناً. فأساس التنمية الحقيقية - كما هو معلوم - هو بناء الإنسان بناءً علمياً متكاملاً؛ ولذا فإن جامعة حائل ستسهم إسهاماً مباشراً في هذا البناء العلمي من خلال استيعابها للطلاب، وتأهيلهم تأهيلاً علمياً ومهنياً في المجالات المختلفة، تحقيقاً لأهداف القيادة الحكيمة وخدمة لوطنها خاصة، ولأمتها عامة. وسيقوم - بمشيئة الله - أولئك الأبناء المؤهلون بدور رائد في تحقيق التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، ونشر الوعي الثقافي، وتحقيق التواصل الواعي مع المجتمعات الأخرى، مؤدين رسالتهم الكبيرة في نشر القيم الفاضلة، والمحافظة على التراث العلمي الثري الذي تمتاز به هذه المنطقة. فللجامعة أدوار عظيمة وجليلة، خاصة في هذه المنطقة، الغنية بمواردها البشرية، و المادية، والثقافية، فعن طريق البحث العلمي الذي تتبناه الجامعة سيتم الكشف عن الموارد وتطويرها وتسويقها، وعن طريق البحث - كذلك - ستكشف الجامعة عن الإرث الثقافي لهذه المنطقة ذات الجذور العميقة في التاريخ، وعن طريق البحث - أيضاً - ستسهم الجامعة في جعل هذه المنطقة معلماً جاذباً للمستثمرين والزائرين والباحثين. وعلى هذا، فللجامعة أدوار كبيرة ستؤديها في هذا المجتمع، تحقيقاً لمبدأ التنمية الشاملة، ولن يتم ذلك الدور بشكله المأمول إلا بدعم من المجتمع المحلي الذي نأمل منه أن يساهم بدور كبير في مساعدة الجامعة على قيامها بمهمتها الكبيرة. ونحن إذ نشير إلى ما يمكن أن تقدمه الجامعة للمجتمع، فإننا نؤكد على الدعم الكبير الذي وجدته الجامعة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز وعلى دورهما الكبير في إنشاء الجامعة ومساندتها الدائمة. وفي الختام نؤكد أن إدارة الجامعة ومنسوبيها جميعهم سيسعون جاهدين لأداء دورهم المنوط بهم في خدمة هذا المجتمع الواعد، وتنمية هذه المنطقة الغنية بمواردها، دون أن يألوا في ذلك جهداً، رغبة منهم في بناء الإنسان بناء متكاملاً.