قرأت ما كتبه الأخ سلطان المواش يوم الثلاثاء 18 محرم من عام 1433ه، عن إنهاء تحديد المراتب المستحقة للموظفين والموظفات المشمولين بالتثبيت على وظائف رسمية، بعد آخر قرار بشأن تثبتيهم، وتعليقا على الخبر أقول: تحديد المراتب المستحقة من قبل اللجنة المشكلة من وزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية تتطلب عملا مضنيا لا شك، وتشكر اللجنة على ما تقدمه وما تهم به، ولكن ماذا عن من سبق تثبيتهم في الأعوام الماضية؟ قبل عقد من السنوات تم تعيين معلمين ومعلمات على مستويات غير مستحقة وبعضهم على وظائف غير رسمية، وتم التوجيه الملكي بمعالجة أوضاعهم مرتين عام 22 وعام 29، وفي كل تنفيذ عينوا على وظائف رسمية بما لا يتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم وتغاير التعامل مع المعلمات بعد التوجيه الأول عن التعامل مع المعلمين، وفي المقابل تم تعيين موظفين على وظائف غير رسمية ولما تم التوجيه الملكي بمعالجة أوضاعهم عينوا على وظائف رسمية وفق مؤهلاتهم وخدمتهم، وقفزت رواتب من يحملون الشهادات الجامعية وبالمقابل من تعينوا على مراتب أقل في الوظائف الإدارية لم يحظوا بمعاملة منصفة مثل من تعينوا على وظائف غير رسمية، وهذه المفارقات تتطلب تدخلا وعلاجا عاجلا أيضا. حرمان المعلمين والمعلمات من مستوياتهم ودرجاتهم في سلمهم الوظيفي بقي على حاله، لأنه تغير مسمى المستوى ولكن لم يتغير الراتب بما يتناسب مع خبراتهم ومؤهلاتهم، إلا من تعين قبل ثلاث سنوات، وكذا بقي بعض الإداريين على حال مختلفة عن من تعينوا على وظائف غير رسمية، وكأن الحظ لمن هم على وظائف غير رسمية من الموظفين فقط دون المعلمين والمعلمات ودون من تعينوا على وظائف رسمية غير مناسبة لمؤهلاتهم الحقيقة. السنوات العشر الأولى على مستويات أقل، قضت بأن من أمضاها استلم رواتبه وبفارق لا يقل على (200) ألف ريال، مقارنة بزملائه المعينين على مستوياتهم المستحقة وحسب مدة الخدمة المتوقعة. باحتساب ما سبق سيكون زملاؤهم الذين تعينوا قبل وبعد مشكلة المستويات استلموا رواتبهم كاملة ولم ينقص من رواتبهم هللة واحدة بينما هم نقصوا أكثر من نصف مليون ريال في خدمتهم السابقة والمتوقعة. المبلغ في خزينة الدولة لو تم استثماره خلال المدة النظامية الماضية واللاحقة فسيتحول لثروة يحزن القلب لفقدها، والسؤال: من ضيع على هؤلاء المعلمين والمعلمات هذه الثروة الكبيرة، والتي من شأنها أن تستر رؤوسهم في منازل فسيحة وراقية. لماذا يستلم من تعين عام 1415 ه، ومن قبلهم ومن تعين في عام 1429 ومن بعدهم كامل رواتبهم ومن حصل تعيينه بين هذه الأعوام يحرم من كامل رواتبه كيف يتم ذلك؟ ثروة ضائعة، ربحها المعلمون والمعلمات الأقدم والأحدث تعيينا دون نقص، لا عاجلا ولا آجلا، فهل سيبقى المعلمون المعينون على مستويات أقل في درجات أقل من المستحق ويحرمون بقية السنوات القادمة؟! ليس من المعقول حرمان المعلمين والمعلمات من حقوقهم القديمة ثم حرمانهم من حقوقهم المستقبلية، في وقت ضمنت وزارة التربية والتعليم كامل حقوق المعلمين والمعلمات المعينين بعد عام 1429ه وقبل عام 1415ه. في عشر سنوات ضاعت فروقات رواتب المستوى المستحق، وتجدد الضياع لفروقات أخرى مستحقة في الوقت الحالي وستضيع في المستقبل، والفارق كبير جدا بين فئة من المعلمين والفئات الأخرى، أما المعلمات فأجزم بأن فروقات بعضهن ستبلغ مليونا بدون استثمار، إذا لم تتحرك وزارة التربية لعلاج المشكلة. متى يعطى هؤلاء حقوقهم وحقوقهن، في وقت يمنح غيرهم؟ الخبر الذي كتبه الأخ المواش نص على المراتب المستحقة، فهل يعاد للمعلمين والمعلمات الحق، بالنص على المستويات المستحقة بدرجاتها المستحقة دون نقص ؟! ولماذا لا تفعل ذلك الجهات المسؤولة ؟! عدد من المعلمين والمعلمات سيفقدون خلال السنوات القادمة مع ما مضى من وقت أكثر من مليون ريال، لأن زملاءهم الذين تعينوا بعدهم والذين تعينوا قبلهم سيحصلون عليها ليستثمرونها، ولتتضاعف لهم دون زملائهم، وربما يربحون أكثر من مليون ريال إذا أحسنوا التدبير. والسؤال: من خسر المليون ونصف المليون ؟ والجواب هو بعض من تعينوا على البند، والاستثمار قائم في عام المعلم والمعلمة وفي غير عامهما. شاكر بن صالح السليم