الحمد لله على قضائه وقدره وخيره وشره، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. في يوم السبت الموافق 15-1-1433ه رحل عن هذه الدنيا الفانية إلى الدار الباقية صالح رشيد العليقي، أبو وليد - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. ماذا أقول وماذا أكتب فإنني والله مقصِّر في حقك.. رحلت أيها المربي الكبير والوجه القدير وصاحب الخلق الكريم. رحلت ولم تحمل في قلبك حقداً على أحد. رحلت ولم تكن في يوم ما عدواً لأحد. رحلت والكل قد أحبك، جمعت صفات قلَّ من يحملها فلم تكن الدنيا أكبر همك كم كنت محباً للخير وما زالت كلماتك وتوجيهاتك وأعمالك تصدع في الأذن. لم أكن أتوقّع يوماً ما أن أكتب في رثائه وقد كنت قبل فترة أعزم الكتابة عن هذه الشخصية الفذة البسيطة المبتسمة الخلوقة، عن هذا الجهد الدؤوب، عن هذا الرجل في حلمه وعلمه وصبره وحسن أخلاقه. لقد كان رجلاً فاضلاً - رحمه الله تعالى- وكتاباً مفتوحاً. إذا قرأته وجدت صفات المربي وإن تمعنت فيه وجدت صفات المخلصين. كانت همته عالية وأهدافه سامية وغاياته نبيلة، غفر الله له وأوسع قبره وجعل قبره روضة من رياض الجنة، لقد ترعرعت معه في بيت واحد وهو الأب الحاني والمربي الصبور لم أطرح عليه سؤالاً إلا وقد وجدته الحريص على الإجابة وتبليغ فكرته السلوكية لمدارس المنطقة، حريص على أن يبث السلوك الحميد في المدارس والأوساط التعليمية ويعزّزه. كان يتضايق إذا سمع عن سلوك سيئ يمارس في معاقل التربية والتعليم كان - رحمه الله- جاداً في استغلال وقته؛ يكتب مواعيده بالأشهر والأسابيع والأيام، كان يداعب الصغار ويلاطفهم ويربيهم عند أول وهلة يراهم فيها حتى إذا دخل بيوت أقاربه تراه يداعب الأطفال ويضاحكهم. وكان - رحمه الله- من صفاته إذا دخل مجلساً كان يعطي كل ذي حق حقه ويأتي بالطرفة ويتحفك بالفائدة، كان - رحمه الله- يتقن عمله عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وأعرف أن هذا المقام ليس مقام سرد لسيرته - رحمه الله- وإنما هي شجون عجزت أن أكتمها. وفي الختام لا يسعني بعد رحيله إلا أن أرفع أكف الضراعة بأن يغفر الله له ويرحمه ويجمعنا به في الفردوس الأعلى في الجنة ووالدينا، وأن يرزقنا وشقيقه الوالد سليمان رشيد العليقي وأولاده وبناته وزوجته وأقاربه الصبر والسلوان وأن يجعل ما أصابه كفارة لذنوبة وأن يجازي كل من وقف معه في أيامه الأخيرة بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً. محمد سليمان العليقي - ابن أخيه