الأحداث المؤلمة التي تمر بنا هي التي تصنع منعطفات حياتنا وتصوغ تغيراتها وترسم ملامحها وتحدث فرقا في شخصياتنا. سمعنا من أهلنا ونحن صغار أن الحياة مثل قدر مليئة بالمرار والألم والأيام هي الملعقة الكبرى التي تعبر البشر وتسقي هذا وتزيد على ذاك وتنقص من هذا، إلا أن كل البشر ذائقي هذا المر!! حين يصلك الدور وتقترب الملعقة الكبرى من شفتيك، تسقيك دون أن تقوى المقاومة مر الألم، تجبر، اصمد، تذكر كلام آبائك واعلم أن المر يزول من القلوب التي تعرف أن مفاتح الرحمة عند إله عظيم لا ينازعه بشر عليها، اطمئن فلن يكون إلا الخير لأن رب السماء يعرف قلوبنا وينظر إليها وتعرف أنت أي قلب هو قلبك!! حتى تستجيب حواسك للحياة للألم وتستوعبه وانظر لحدود الأمر الذي أنت فيه، اترك كل شيء عداه، لا تشغل نفسك بالصفحة السابقة، استمر في فتح الصفحة التالية وابدأ!! ابدأ بالتخلص من الخوف وثق بأن كل شيء له حل لأن مشيئة الله العظيمة ستيسر لك كل أمر، ما عليك إلا أن تعتقد هذا اعتقادا كاملا، يقين لاشك فيه إن الله تعالى قادر عظيم وإنه يخلق لك الخيوط، من حولك ليتبدد المرار من ريقك، فقط كن دقيقا في بحثك عن الخيوط حولك وتحر الصدق واستمع لحديث قلبك إنه في أعلى درجات شفافيته الآن! عليك أن تقبل بحاضرك وتعيشه كما هو وتؤمن بأنك دائما تستحق ما هو أفضل! ارتبط كثيرا بالمستقبل واجعل اتصالك به مباشرا وافتح معه دائما حوارا لا ينقضي. قم بتعطيل الفعل الماضي وكل الروابط المؤدية إليه، لا تعيد قراءة الصفحة التي تطويها، وامض في صفحة جديدة، اعتبر كل شمس جديدة تشرق على عينيك فرصة جديدة لحياة أجمل مع بشر أجمل بلا حسد ولا مرار أو ألم.