لم يعد «الهياط» صفة «تخص العرب» وحدهم؛ فالخواجات تعلموه أيضاً؛ حيث دعا الشاب الأمريكي «خافيير اغير» جيرانه لتناول وليمة «ماعز مشوي» كنوع من «الكرم»، رغم أنه على الحديدة و»ما حِلتوش إلا اللضى» وتلك الشاحنة التي يُهرَّب عليها بعض المهاجرين؛ لتكتشف الشرطة «لاحقاً» آثار» الهياط»، وأن «الماعز المشوي» كان «مسروقاً»، وعليه «دفع ثمنه» البالغ «3500 دولار» لصاحبه الأصلي!! «المهايطي خافيير» سيزوره جيرانه في أحسن الظروف ومعهم «شوية» «حلاوة وجبنة» في حال افتكروه أصلاً، بعد أن قالوا له عند تناول اللحم المشوي «أكرمك الله»؛ فأكرمه الله بالسجن جزاءًً لصنيعه!! تُلزمك الكثير من «العادات والتقاليد» في مجتمعنا ب»الهياط» طوال ال»24 ساعة» تقريباً، والترحيب بكل من «تقع عليه» عينك، «ماراً بالشارع»، أو متوقفاً عند «الإشارة»؛ لدعوته على الغداء أو العشاء، ولو كان جيبك يعاني «المرارة», أو كنت في طريقك للعمل «لاستلام الخفارة»، فرحب بالرِّجال و»أرق الدماء» لهم؛ حتى يفسح لك «المجال» للجلوس في» صدر المجالس «, ولو كان رأسك من «الديون حايس»، رغم أن «الميزة الآن» هي الجلوس بجوار «أفياش الكهرباء» بعد أن تحولت جيوبنا إلى «أدراج» بسبب كثرة الأجهزة التي تحتاج «لشحن»! إكرام الضيف واجب، والكرم من علامات «المروءة» التي يجب الحفاظ عليها, وما أجمل الرجل «الكريم الشهم», طلق المحيا، المُرحِّب بضيوفه بعيداً عن «صور الإسراف» التي نشاهدها اليوم، والتي أرهقت ميزانيات الكثير منا، مع ارتفاع «أسعار الأغنام» واضطرار البعض للبحث عمن يُقرضه «قيمة المفطح», الذي يجب أن يراه الضيف لتبين «نواجذه» قبل الانقضاض عليه، ويعرف أن قدره لدينا «كبير»، بكبر «قِدر المفطح»، الذي قضى على نصف الراتب!! الكرة الآن في «ملعب الشباب» القادر على تغيير «معايير الكرم» الخاطئة في المجتمع السعودي، بالبُعد عن الإسراف والتبذير وإرهاق ميزانياتنا ودخولنا، والتمشي مع مقتضيات العصر، فما المانع من اصطحاب الضيف إلى «مطعم راق» أو فندق وتناول «بوفيه مفتوح» يحوي عشرات الأصناف من الطعام، من مختلف الثقافات والحضارات، بما فيها «المفطح» سر الضيافة، بكلفة لن تتجاوز ال»100 أو 150 ريالاً» للشخص الواحد، ثم تشريف المنزل بالزيارة لتناول القهوة والشاي، أو إعداد وجبة تحت عنوان «الجود من الموجود»! إننا نُلقي في «القمامة» يومياً أكثر من «4500 طن» من الأطعمة الفائضة!! بسبب «إسرافنا» بصور مختلفة في البيوت، والمطاعم، وقصور الأفراح.. إلخ؛ «فلنتق الله»؛ لتدوم النعم, ولنوقف صور هذا الهدر المرهق لميزانياتنا ودخولنا، تحت «وَهم الكرم» المصطنع، الذي لن يستطيع الجميع «تحمُّل تكاليفه»، مثل «الموسرين والمقتدرين» بيننا، الذين تقع عليهم «مسؤولية» المساهمة بتغيير هذا السلوك برفض ومنع الإسراف، والتواضع عند «إقامة الولائم», والتخفيف من صور البذخ، التي «ستوقع» من يجاريهم فيها في «حبائل الدَّين»؛ فتتأثر حياتهم، والشواهد كثيرة لمن جاء «كرمه المصطنع» على حساب بيته وأهله، فأي كرم هذا؟! لقد أصبحت مقولة «مرحباً ألف» تُكلِّف «ذبيحة بألوف»، لن يتحملها الجميع؛ فلنتعاون على ولادة «جيل جديد»، يحافظ على «العادات والتقاليد» بمفاهيم و»صور حضارية» بعيدة عن الإسراف والتبذير, ولنترك «الهياط» لأمثال «خافيير». وعلى دروب الخير نلتقي.