ينطبق على حال «المواقع الإلكترونية» اليوم القول: إنها «أكذب» من لمعان السراب ومن سحاب تموز، وذلك لما تحويه من كذب ومغالطات وبث معلومات «غير سليمة» و»غير دقيقة» وتداول أمور يحرمها «الدين الإسلامي», وهو ما دعا مجموعة من رجال الأعمال في «إسطنبول», للإعلان عن إطلاق «فيسبوك إسلامي» بداية العام «2012م»، على أن يستهدف أكثر من «50 مليون» شاب من الجمهور المسلم. الفكرة «ليست جديدة» فقد التقيت «شباب سعوديين» قبل نحو «سنتين»، نجحوا في إطلاق «يوتيوب نقاء»، وهو أول «يوتيوب نقي» من نوعه على «الإنترنت»، بحيث يكون خاليا من المخالفات الشرعية، ويكون «آمنا للأسرة», وجميع أفرادها، وذلك عبر «حذف» كل المشاهد السيئة أو المغلوطة التي قد تؤثر على قيم وأخلاق الشباب، والاهتمام بنشر «الفيديوهات» المفيدة، والمسلية، وتلك «المقاطع الرزينة»، بشكل «تقني» وجذاب، والتجربة تمتد وصولاً «للرسيفر الإسلامي» كبديل للقنوات الفضائية لمن يرغب. بكل تأكيد «التجربتان» السعودية والتركية، لهما صدى وجمهور مرحب، لما تحويانه من «مبادئ» خلاقه لخدمة «الشباب المسلم»، وربطه «بلغة العصر», وذلك بإنشاء «مواقع محافظة» تساعد على وجود «مواد موثوقة» على «الشبكة العنكبوتية» سواءً عن طريق «اليوتيوب» أو عن طرق التواصل عبر «الفيسبوك» أو «تويتر» أو غيرهما. الشباب «السعودي والتركي»، نجحوا في «إيجاد بديل» لمن «لا يرغب» التواصل مع بعض «المواقع المخالفة»، بتوفير «مواقع خالية» من المخالفات، ومأمونة الجانب عبر المشروعين الفريدين «فيسبوك إسلامي، ويوتيوب نقاء», وهو ما يدعونا إلى تقديم اقتراح لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بتغيير تلك الصفحة الشهير «عفواً الموقع المطلوب غير متاح»، واستبدالها بتقديم «خيارات آمنة» للمتصفح عبر اقتراح مواقع و»روابط بديلة» قريبة من الموضوع الذي يبحث عنه، وبعيدة عن الموقع المحجوب, بحيث يشعر «المتصفح» أن المعلومة متاحة له ولكن من «مصدر» موثوق وآمن، بدلاً من «تداول وانتشار» روابط فك وتجاوز المواقع المحجوبة بين الشباب. لن نستطيع «حجب» الكذب والتجني عبر مواقع الإنترنت «للأبد», ولكن نستطيع إيجاد البديل الآمن لشبابنا، وقد قيل «قديماً» على لسان من حاول أن «يمنع» الكذب: أيها القوم انشقت مرارتي، وأظن أن «مرارة» المتصفحين اليوم أقرب إلى ذلك، من كثرة المواقع «المحجوبة» وعدم وجود البديل. وعلى دروب الخير نلتقي.