قررت الحكومة السورية التوقيع على مبادرة الجامعة العربية المقترحة ضمن إطار إيجابي يستند للفهم السوري للبروتوكول التي تهدف إلى إنهاء أعمال العنف المستمرة منذ ثمانية أشهر وتتوقع أن يجري التوقيع على المبادرة قريبا، حسبما ذكر جهاد المقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية أمس الاثنين. وقال مقدسي إن «الطريق بات سالكاً للتوقيع على البروتوكول وأن دمشق اتخذت هذه الخطوة حفاظاً على العلاقات العربية العربية وحرصا على السيادة السورية». ولفت إلى أن «ما قدمته سوريا لا يمس جوهر البروتوكول وهي لم تضع شروطا لكنها أرادات أن يكون البروتوكول متجانساً وأرادت إيضاحات واستفسارات لكي يكون هناك تنسيق عالي المستوى من أجل نجاح مهمة الوفد». وفي رد على سؤال عما إذا كانت السلطات السورية ستسمح بتحرك حر لخبراء الوفد في زيارة الأماكن التي يختارونها دون مرافقة السلطات السورية قال الناطق الرسمي في الخارجية السورية إن «التنسيق سيكون عالي الجودة، وسورية تريد حرية تحرك للوفد لكنها ستشكل لجنة وطنية لمواكبة الوفد»، مضيفا «دمشق تريد منع التدويل وتريد وقف العنف والتعاون الإيجابي». وأضاف مقدسي أن «البروتوكول ليس هو الخلاص إنما هو خطوة على طريق الحل، هناك معارضة في الخارج تريد إقصاء السلطة وترفض الحوار وتقوم بالإقصاء». من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس الاثنين أن الأردن طلبت استثناء قطاعي التجارة والطيران الأردنيين من العقوبات العربية بحق سوريا، حسبما أفاد مصدر رسمي. وقال محمد الكايد الناطق الإعلامي باسم الوزارة «أوضحنا موقفنا في الاجتماع الأخير بالدوحة وطلبنا استثناء قطاعي التجارة والطيران من العقوبات العربية على سوريا». وأضاف «نحن مع قرارات الجامعة العربية لكن المملكة ستتأثر سلبا من فرض عقوبات على سوريا وفي الاجتماع الأخير أوضحنا أن العقوبات تضر بمصالحنا». وعلى الصعيد الميداني، شنت القوات السورية أمس الاثنين عملية واسعة في مناطق على أطراف دمشق وبالقرب من الحدود التركية بحثا عن منشقين عن جهاز المخابرات (الشرطة السرية)، حسبما أفاد ناشطون سوريون. وقال الناشط عمر إدلبي الموجود في بيروت إن القوات السورية تقوم بحملة تفتيش دقيقة في ريف دمشق وبالقرب من الحدود التركية بحثا عن المنشقين. وإذا صدقت التقارير، فإن هذه الانشقاقات هي الأولى بهذا الحجم في جهاز الشرطة الذي ظل على ولائه لنظام بشار الأسد منذ انطلاق الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. من جهة أخرى أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أمس الاثنين أن شرطة الهجرة والجوازات السورية اعتقلت الناشطة والمدونة السورية رزان غزاوي الأحد عند الحدود السورية الأردنية. وأوضح المركز في بيان أنه تم اعتقال رزان غزاوي المنسقة الإعلامية في المركز عصر الأحد عند الحدود السورية الأردنية «حيث كانت متجهة لحضور ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي في عمان ممثلة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير».