تتوجه الأنظار إلى مدينة قندز آخر معاقل طالبان في الشمال حيث يتردد ان الحركة عرضت الاستسلام لسلطة محايدة بعد ان أشار قادتها إلى مصرع المئات في القصف الأمريكي العنيف للمدينة واستمرت في غضون ذلك الاستعدادات لعقد اجتماع لكل الفصائل يناقش الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة حيث وافق تحالف الشمال على حضور الاجتماع. وأعلنت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ان ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح في قصف أمريكي استهدف صباح أمس الاثنين قطاع بلدة شمشاد الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود مع باكستان في ولاية ننغرهار. وقال جندي أفغاني في مركز تورخام الحدودي بين باكستانوأفغانستان للوكالة «لا نعرف لماذا تقصف الطائرات الأمريكية هذا القطاع حيث لا وجود لقوات طالبان ولا مخازن أسلحة». إلى ذلك أعلن مسؤول عسكري طالباني لصحيفة باكستانية ان القصف الجوي الأمريكي على ولاية قندز.، آخر معقل للطالبان في شمال أفغانستان، أدى إلى سقوط أكثر من ألف قتيل. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المنطقة ان الطائرات الأمريكية قصفت يوم الأحد بشكل مكثف لا سابق له مواقع طالبان حول قندز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه. واستنادا إلى الملا فضيل، الذي يقدم على انه القائد الأعلى لطالبان في المنطقة الشمالية من أفغانستان والذي اتصلت به صحيفة «داون» عبر الهاتف الخليوي مساء أمس الأحد، ان 800 شخص قتلوا في قطاع قندز في اليومين الآخيرين و250 شخصا آخر قتلوا السبت في مقاطعة خان أباد القريبة من مدينة قندز. ونقلت صحيفة «دون» الباكستانية أمس الاثنين عن مسؤول عسكري في طالبان قوله ان قوات طالبان المحاصرة في ولاية قندز مستعدة للاستسلام ل«سلطة أفغانية محايدة تحت إشراف الأممالمتحدة» إلا أنها لن تستسلم بأي حال لقوات التحالف الشمالي. وأجرت الصحيفة الباكستانية الحديث الهاتفي عبر الأقمار الاصطناعية مع الملا فاضل الذي قدمته على انه «المسؤول العسكري الأساسي لطالبان في المنطقة الشمالية». وقال الملا فاضل «لقد سمحنا لحاكم الولاية باتخاذ كل الإجراءات في هذاالصدد». وحسب الصحيفة الباكستانية فان قوات طالبان في قندز وضعت أربعة شروط للاستسلام هي: أن يتم الاستسلام لسلطة أفغانية محايدة تحت إشراف الأممالمتحدة. أن يتم تسليم المقاتلين الأجانب بينهم عرب وشيشان من أنصار أسامة بن لادن إلى الأممالمتحدة لضمان نقلهم إلى بلدانهم. أن تسلم الأسلحة الثقيلة إلى سلطة محايدة. أن يتم إنشاء ممر آمن خارج قندز لمقاتلي طالبان يتيح لهم العودة إلى منازلهم. وأوضح الملا فاضل ان قوات طالبان لن توافق مهما حصل على الاستسلام لقوات تحالف الشمال، وأضاف «نحن لا نثق بهم». وأكد الملا فاضل ان أكثر من ألف شخص قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية في الولاية نتيجة القصف الأمريكي العنيف. وكتبت صحيفة «دون» الباكستانية ان «الطالبان في قندز في غاية القلق بعد ان تنامت إليهم أخبار المجازر التي ارتكبتها قوات الشمال في مزار الشريف وكابول بحق مقاتلي طالبان والقاعدة». وكان وزير الداخلية في التحالف الشمالي يونس قانوني قال في تصريح إلى وكالة فرانس برس الأحد في كابول ان مسؤولين في طالبان محاصرون في قندز اتصلوا بمسؤولين في التحالف الشمالي بهدف الاستسلام لهم. ومما قاله قانوني «وقعت معارك متفرقة بين التحالف الشمالي وقوات طالبان خلال النهار إلا أن قادة من طالبان اتصلوا بنا وأعربوا عن رغبتهم بالاستسلام من دون شروط». وتحاصر قوات التحالف الشمالي حاليا في منطقة قندز آلاف المقاتلين الأفغان من طالبان ومن العرب والباكستانيين. وعلى الأرض تواصلت المعارك المتفرقة بين قوات طالبان وقوات التحالف الشمالي حول قندز، ومن جانب آخر أعلن هارون أمين المتحدث الرئيسي باسم التحالف الشمالي في أفغانستان ان التحالف سيشارك في محادثات اقتسام السلطة في أفغانستان التي ستعقد قريبا.وقال في حديث تلفزيوني مع قناة «سى0بى0اس» الأمريكية ان وفدا يمثل التحالف الشمالي سيتوجه إلى أوروبا قريبا.. ورجح ان يعقد الاجتماع في ألمانيا التي ستستضيف محادثات الوساطة. وكرر هارون التزام التحالف بهدف تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في أفغانستان.. وشدد على ضرورة مشاركة النساء من الباشتون «الجماعة العرقية الرئيسية التي ينتمي إليها أعضاء طالبان». غير انه قال انه لن يكون هناك مكان لمشاركة أعضاء من حركة طالبان في الحكومة القادمة في أفغانستان. وعلى صعيد آخر قالت مصادر وزارة الدفاع البريطانية ان إرسال عدة آلاف من الجنود البريطانيين إلى أفغانستان قد توقف بسبب صعوبات من قبل تحالف الشمال. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية صباح أمس عن تلك المصادر قولها انه كان متوقعا ان يغادر الجنود أمس.. غير ان التقارير الواردة من القوة الاستطلاعية المؤلفة من مائة جندي بريطاني في قاعدة «باجرام» لم تكن مشجعة إذ إن بعض قادة التحالف غير راضين عن عدم استشارة بريطانيا لهم حول استخدام قواتها العسكرية في أفغانستان. وأشارت المصادر إلى ان فريقا من المسؤولين البريطانيين توجه إلى كابول في محاولة لاقناع التحالف بالعدول عن موقفه.