} نشرت الولاياتالمتحدة أعداداً إضافية من جنود الوحدات الخاصة جنوبأفغانستان، لتضييق الخناق على أسامة بن لادن واعتقاله. وفيما تواصل القصف الاميركي على مواقع حركة "طالبان"، وأدى الى سقوط عدد من القتلى أمس، كشفت صحيفة باكستانية أن قوات الحركة المتمركزة في قندوز، آخر معقل لها شمال البلاد، حددت أربعة شروط للاستسلام، أهمها ألا تستسلم لقوات "تحالف الشمال"، وايجاد ممر آمن خارج قندوز يتيح لمقاتلي الحركة العودة إلى منازلهم. وقتل أمس على الطريق بين جلال آباد وكابول أربعة صحافيين، بينهم اثنان يعملان في وكالة "رويترز"، مما أثار مخاوف من فلتان أمني يكشف عدم قدرة "التحالف" على إمساك مناطق نفوذه أمنياً. كابول، خان آباد أفغانستان، إسلام آباد، طشقند، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون فيكتوريا كلارك أن الولاياتالمتحدة نشرت "مئات" من جنود النخبة من القوات الخاصة في أفغانستان. وقالت للصحافيين إن "عددهم في الجنوب ارتفع خلال الايام الماضية، ومنذ الجمعة الماضي أصبح هناك جنود إضافيون". وتشارك عناصر "كوماندوس" في ملاحقة أسامة بن لادن ومعاونيه، وكذلك في معارك ضد حركة "طالبان". وإلى طشقند، وصل أمس الجنرال الاميركي تومي فرانكس، قائد العمليات العسكرية في أفغانستان، ويوجد ألف جندي أميركي على الاقل في قاعدة خان آباد الجوية في أوزبكستان، الواقعة الى الشمال من مسرح العمليات الاميركية في المنطقة. وقال مصدر أوزبكي حكومي إن فرانكس سيزور خان آباد على مسافة غير بعيدة من الجبهة الافغانية اليوم، وربما يزور منطقة الحدود حول مدينة ترمذ الجنوبية. معركة قندوز ميدانياً، نقلت صحيفة "داون" الباكستانية أمس عن مسؤول عسكري في "طالبان" قوله إن عناصر الحركة المحاصرين في ولاية قندوز شمال شرقي أفغانستان يريدون الاستسلام، ولكن ليس الى "تحالف الشمال" المؤلف من ائتلاف أقليات غير بشتونية تقاتلهم. وأشار إلى أن عناصر "طالبان" يريدون أن يستسلموا الى "سلطة أفغانية محايدة تحت رعاية الأممالمتحدة". وأجرت الصحيفة الباكستانية الحديث الهاتفي عبر الأقمار الاصطناعية مع الملا فاضل الذي قدمته على أنه "المسؤول العسكري الاساسي لطالبان في المنطقة الشمالية". وقال: "سمحنا لحاكم الولاية باتخاذ كل الاجراءات في هذا الصدد". وأفادت "داون" ان قوات "طالبان" في قندوز وضعت أربعة شروط للاستسلام هي : - أن تستسلم لسلطة أفغانية محايدة تحت إشراف الاممالمتحدة. - أن يستسلم المقاتلون الأجانب - بينهم عرب وشيشان من انصار اسامة بن لادن - إلى الاممالمتحدة لضمان نقلهم الى بلدانهم. - أن تسلم الأسلحة الثقيلة الى سلطة محايدة. - أن ينشأ ممر آمن خارج قندوز لمقاتلي "طالبان" يتيح لهم العودة الى منازلهم. وتحاصر قوات المعارضة آلافاً من مقاتلي الحركة وحلفائهم العرب والباكستانيين "المتطوعين" للجهاد في قندوز، منذ اسبوع، ولا يزال آلاف من مقاتلي "طالبان" يسيطرون على منطقة حول هذه المدينة محيطها نحو 20 كيلومتراً. وأعلن الملا فاضل أن القصف الجوي الاميركي على ولاية قندوز، أدى الى سقوط أكثر من ألف قتيل. وقصفت الطائرات الاميركية أول من أمس في شكل مكثف مواقع "طالبان" حول قندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته. واستناداً الى الملا فاضل، قتل 800 شخص في قطاع قندوز في اليومين الاخيرين، وقتل 250 شخصاً السبت الماضي في مقاطعة خان آباد القريبة. وشنت قاذفة "بي - 52" أميركية أمس غارتين على جبهة خان آباد على بعد نحو 20 كلم شرق قندوز. وطالت القنابل مواقع "طالبان" على تلة قريبة من خان آباد. وارتفعت سحابتان من الدخان فوق الموقع المستهدف. واستمر تبادل الطلقات المتقطعة بالرشاشات و"الهاون" بين "طالبان" وقوات التحالف على جبهة خان آباد. واستسلم حوالى 200 من بين آلاف من قوات طالبان داخل المدينة المحاصرة الى التحالف في وقت متقدم ليل أول من أمس. إلى ذلك، أعلنت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا، وأصيب آخرون بجروح في قصف أميركي استهدف صباح أمس قطاع بلدة شمشاد، الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود مع باكستان في ولاية ننغرهار. وقال جندي أفغاني في مركز تورخام الحدودي بين باكستانوأفغانستان للوكالة: "لا أفهم لماذا تقصف الطائرات الاميركية هذا القطاع حيث لا وجود لقوات طالبان ولا مخازن أسلحة". وكانت الوكالة أفادت أن ما لا يقل عن ثلاثين شخصاً قتلوا قبيل فجر أول من أمس في قصف أميركي استهدف قطاع شمشاد أيضاً. مقتل صحافيين على صعيد آخر، تأكد مقتل أربعة صحافيين، بينهم اثنان من وكالة "رويترز" كانوا فقدوا أمس، بعد مكمن نصبه مسلحون على طريق بين باكستان والعاصمة الافغانية. والصحافيون هم المصور التلفزيوني هاري بيرتون استرالي والمصور الفوتوغرافي عزيز الله حيدري يعملان لوكالة رويترز وماريا - غراسيا كوتولي مراسلة صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الايطالية، وخوليو فوينتيس مراسل "إل موندو" الاسبانية. وقال صحافيون أفلتوا من المكمن إنهم كانوا مسافرين في قافلة عبر إقليم ننجرهار شرق أفغانستان، عندما أوقفهم رجال قرب جسر في تانغي ابريشون على بعد نحو 90 كيلومتراً شرق كابول. وأوقفت سيارتان من قافلة مكونة من ست أو ثماني سيارات، وأجبر مسلحون ركابهما على الخروج منهما. وقال سائق في محطة حافلات في كابول إنه كان يقود باصاً آتياً من مدينة جلال آباد عاصمة إقليم ننجرهار، عندما رأى جثة على الطريق، فتوقف وعثر على ثلاث جثث أخرى. ولم توجد آثار اصابات واضحة على الجثث باستثناء واحدة يبدو أن صاحبها تلقى ضربات في وجهه. وكانت إحدى الجثث لامرأة. وأضاف السائق: "قتلوا قبل وقت قصير، ويبدو أنهم نهبوا لأن جيوبهم كانت مقلوبة خاوية". ولم تتضح هوية أصحاب الجثث. قوات بريطانية في لندن، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع أن ستة آلاف جندي بريطاني مستعدون للتوجه الى أفغانستان، بعد حل بعض المشكلات فيها. وقال: "لن ننشر قواتنا إذا لم يوجد فهم واضح لدورها والأخطار التي تواجهها. إنه موقف غير واضح للغاية". وتوجه 85 جندياً بريطانياً الجمعة الماضي الى قاعدة باغرام الجوية شمال كابول، إلا أن ذلك أثار توتراً مع "تحالف الشمال". وذكرت تقارير وسائل الاعلام البريطانية أن عملية نشر القوات تأخرت نتيجة النزاعات، إلا أن وزارة الدفاع أصرت على أنه لم يتم تحديد موعد لذلك. ووصلت طلائع الجنود الفرنسيين الذين يقصدون مزار الشريف شمال افغانستان، ليل الاحد - الاثنين الماضي الى اوزبكستان بعد تأخير لم تحدد مصادر عسكرية سببه. وأفاد مصدر طلب عدم الكشف عن هويته ان الجنود الفرنسيين يتباحثون مع "تحالف الشمال"، خصوصاً زعيم الحرب الطاجيكي عطا محمد الذي يسيطر على جزء من مزار الشريف وعلى المطار.