ليس من حق أحد أن ينكر على شاعر موهوب أن يقول شعراً باللسان العامي الذي وُلد عليه طالما هو غير متمكن من النظم في الفصحى. وفي هذا الشعر العامي بقديمه وحديثه صور بلاغية وأخيلة، كما في الشعر العربي الفصيح. والشاعر العامي في هذه البلاد هو حفيد الشاعر العربي القديم، يصف كما يصف، ويتأثر كما يتأثر، ويعالج الموضوعات التي يعالجها، ويبدع في رسم صور غاية في الاتقان والجودة، لا نفرق بينها وبين ما نقرأه في الشعر الفصيح القديم سوى انحراف اللسان، وإلا فهو موزون مقفى. ومهمة استقامة اللسان ليست مسؤولية هذا الشاعر الذي لا يجيد النظم في الفصحى لكنه كما قلت يقول شعراً موزونا مقفى. عبد الرحمن الفريح من قال إن الشعراء القدامى لم يضيفوا للشعر شيئاً فهو لا يدرك دقة التعبير والتصوير في الشعر القديم، فالشعر القديم لا يزال معلقاً بالأذهان وقد توارثته الأجيال رغم انه لا يوجد إعلام في ذلك الوقت، أما شعراء هذا الجيل فرغم كثافة نشرهم إلا أننا لا نجد في شعرهم ما يحرك الإحساس أو يكون بقوة الشعر القديم. فلاح بن مبرد أفقدت الشللية شعر الرد الكثير من سماته الجميلة حيث تشكلت فرق تشبه فرق كرة القدم.. يمثل كل فريق مجموعة من الشعراء وانضم اليهم بعض الجمهور الذي اندفع خلف الدعاية دون وعي وهذا امر لا يخدم الشعر في شيء. لهاب الوسيدي