اعترف أن «اللعبة» الأولى المحببة إلى قلبي هي كرة القدم وتأتي الكرة الطائرة في المرتبة الثانية وبمسافة بعيدة جداً.. ولكن أبناء «مضر» فرضوا علي التعلّق بهوى كرة اليد وأجبروني على مشاهدة كرة «يد» عالمية حقاً وكأني أشاهد كرة قدم عالمية. «الصَّالة» تحولت إلى تحفة جماهيرية «حماسية» واللاعبون «ذئاب» افترست كل ما هو أمامها وحتى معلّق المباراة شدَّني بحماسه وأطربني بأسلوبه ليكتمل فرحي وفرح كل سعودي. بحق لقد كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة الآسيوية وكانت ليلة أشرقت فيها شمس «الرياضة» السعودية من جديد بعد غيبة امتدت سنوات «تخلفنا» فيها عن الإنجازات في كافة الألعاب بما فيها كرة القدم وألعاب القوى التي كانت تحقق لنا الإنجازات تلو الإنجازات، ولكنها غابت قسرياً ونأمل أن تعودا وبقية الألعاب الأخرى للصدارة الإقليمية والعربية والآسيوية والمشاركات العالمية المشرّفة. إن هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه أبناء مضر لشعبهم السعودي هو الإنجاز الرسمي الأول بعد تولي الأمير نواف بن فيصل دفة الرياضة السعودية وسيكون فاتحة خير لمنجزات أخرى في كافة المجالات الرياضية. لقد أثبت «اتحاد كرة اليد» بقيادة الشاب الطموح عبد الرحمن الحلافي وفي فترة قياسية منذ توليه رئاسة هذا الاتحاد في تحقيق هذه البطولة القارية الغالية «بطولة آسيا للأندية» والمؤدية تلقائياً إلى المشاركة العالمية، وهنا تكمن الفرحة والسعادة بهذا الإنجاز الذي أعاد الرياضة السعودية إلى «الواجهة» من جديد. لقد أجبرتني هذه «المباراة العاصفة» وفرضت علي أن أتابع مباريات كرة اليد من الآن فصاعداً لأنني اكتشفت أن لا فرق بينها وبين كرة القدم في الإثارة والجمال والحماس، اللهم إلا أن كرة القدم تُلعب بالقدم وكرة اليد تلعب باليد، بل إن اليد ربما تتفوّق على كرة القدم بالمرونة والقوة والأهداف الجميلة وبعد اليوم ستكون اللعبة الثانية إن لم تكن الأولى بعد كرة القدم التي أصيبت ب»الوهن» على مستوى الأندية والمنتخب. فشكراً لاتحاد كرة اليد «النموذج» وشكراً لأبناء «القديح» الذين شرَّفوا الوطن وشكراً لرئيس نادي مضر «آل يتيم» الذي حقق هذا الإنجاز الغالي للوطن برجاله الذين كانوا عند الوعد والعهد ومزيداً إن شاء الله من البطولات المختلفة لرياضة السعودية. حول الإنجاز *رغم خبرته القصيرة في المجال الرياضي والتي لا تتجاوز السنتين إلا أن الأستاذ عبد الرحمن الحلافي رئيس اتحاد كرة اليد أثبت أنه قامة رياضية مخلصة ومشرّفة لرياضة الوطن فقد تحقق هذا الإنجاز الكبير في عهده وساهم في إنشاء قنوات رياضية خدمة لشباب الوطن فكل الشكر لهذا الرجل المخلص. * تركي الخليوي نائب رئيس اتحاد كرة اليد هو وجه السعد لكرة اليد السعودية. * بين دموع الفرح ودموع الحزن عاش رئيس نادي مضر سامي آل يتيم لحظات المباراة، الفرح يكمن في الانتصار العظيم والحزن على ابن شقيقته الذي كان يصارع الموت في «العناية المركزة» بعد حادث أليم، أدعو الله له بالشفاء العاجل والعودة إلى حياته الطبيعية إنه سميع مجيب. * تحقيق هذا الإنجاز لاتحاد كرة اليد يجب أن يكون «حافزاً» لجميع الاتحادات من أجل تحقيق الإنجازات القادمة في عهد رجل الخير الرياضي نواف بن فيصل. *سُيرفع العلم السعودي في بطولة العالم للأندية في قطر والبركة في شباب مضر ونأمل تحقيق المستوى المشرّف مع أبطال العالم. * كل إنجاز، رياضي والرياضة السعودية بألف خير إن شاء الله وألف مبروك للجميع. عبدالله الكثيري