ذكر الله تعالى والإكثار منه هبة يمنحها الله من أحبه، والذكر من علامات المحبة. وكتاب «الطريق إلى الآخرة - الاستغفار والتسبيح» تأليف أ. نشوة العلواني والصادر عن دار البشائر الإسلامية يتضمن سر التسبيح والاستغفار من الناحية الإيمانية ومن الناحية التربوية. وبدأت المؤلفة كتابها بحديث قدسي عن الله تبارك وتعالى: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين». وجاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأخبرني بأمر أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل. ثم أضاف رسول الله قائلاً: يا معاذ، إن السابقين الذين يسهرون بذكر الله عز وجل وأن من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله عز وجل». وقال الله عز وجل: «لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الملأ الأعلى».. فإذا أكثر العبد المؤمن من ذكر الله تبارك وتعالى سواء بينه وبين نفسه أم مع الناس وكان هذا الذكر من قلب مفعم بالإيمان بوحدانية الله وقدرته ورحمته وباليوم الآخر فكان ذلك دليلاً على أن هذا العبد المؤمن يحب الله عز وجل ويريد أن يتقرب إليه لينال من رضائه عنه. قال سعيد بن جبير: إن النبي يونس كان وهو في بطن الحوت يسبح وإن هذا التسبيح هو الذي أنجاه من الهلاك وإلا صار بطن الحوت قبراً ليونس حتى يوم القيامة، وقال ابن جبير: كان يونس عليه السلام يقول في تسبيحه: «يا رب لا إله إلا أنت وسبحانك اغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمن إني كنت من الظالمين».